الأربعاء، 4 مارس 2009

الجزائر تؤكد استمرار إغلاق الحدود مع المغرب





يبدو أن الجزائر لم تنس حتى الآن قرار المغرب سنة 1944 بفرض التأشيرة لدخول الجزائريين إلى المملكة على خلفية اتهام المغرب آنذاك أطرافا أمنية بالتورط في تفجيرات بمراكش وفاس في العام نفسه. ولعل ما يؤكد هذا الطرح هي تصريحات المسؤولين الجزائريين منذ تلك الفترة إلى يومنا هذا، ومنها تصريحات وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني الذي أراد تحديد الجانب الذي تسبب في هذه المشكلة وتحميله المسئولية ولو ضمنيا عندما قال "إن الجيل القادم في البلدين الذي لم يعش أحداث تلك الفترة لابد أن يعرف الأسباب التي دفعت الجزائر إلي إغلاق الحدود‏".
توالت التصريحات والأقوال الجزائرية غير آبهة بالخطوة المغربية الداعية إلى إعادة فتح الحدود والتي انطلقت منذ سنة 2004، حيت دعا المغرب بروح من الصداقة الأخوية، إلى تطبيع العلاقات مع الجزائر وفتح الحدود بين البلدين. لم تتوقف الجزائر عند هذا الحد بل سارعت ‏السلطات بوضع ما يشبه لائحة شروط وضمانات لابد من توفيرها أولا قبل الإقدام علي أية خطوة تتعلق بفتح الحدود، وكان آخر التصريحات قول الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائري عبد العزيز بلخادم "بأن الجزائر لن تتخذ قرارا بفتح الحدود مع المغرب إلا بعد أن تستجيب الرباط إلى مطلب التعاون الأمني ومكافحة التهريب والمخدرات والهجرة السرية، إضافة إلى أمور أخرى".
لم يشر بلخادم إلى ماهية الأمور الأخرى، الشيء الذي فسره المحللون بكونه يقصد تخلي المغرب عن موقفه بشأن قضية الصحراء وتسليمه بمبدأ تقرير المصير.

وفي قراءة للتصريحات الجزائرية، يعتبر عبد الفتاح البلعمشي مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات"أن ما قاله بلخادم هو مجرد تحصيل حاصل" فالمتتبعون يرون أن رفض الجزائر لإعادة فتح الحدود مع المغرب قرارا يتنافى والرهانات الحالية والمستقبلية المطروحة على دول المغرب العربي،والمتمثلة في التصدي لمجموعة من التحديات التي تواجه هذه الدول ، ومنها ما يتعلق بالإرهاب والمخدرات والهجرة السرية. على اعتبار أن الجزائر معنية بالأمر أيضا.
ويضيف البلعمشي أن قضية فتح الحدود يجب التعامل معها في بعدها الإنساني على اعتبار أن الشعبين تربطهما مجموعة من الروابط الإنسانية والنفسية، لدى يجب أن يعمل كل من موقعه لأجل تسوية الخلاف".
وبالرجوع إلى مشكلة الصحراء المغربية التي تعد أحد قضايا التوتر الرئيسية بين الجزائر والمغرب من ناحية‏، وأحد أسباب التعنت الجزائري بخصوص قضية الحدود‏ من ناحية أخرى، يقول مصطفى النعيمي المتخصص في شؤون الصحراء في تصريح ل"مغرب اليوم"، "إن الجزائر تستعمل هذه القضية كورقة ضغط على القوى الأوروبية خاصة من أجل انتزاع أكبر قدر من المطالب بخصوص هذا النزاع المفتعل"
وبالتالي يضيف النعيمي، فهي تضع ذلك كأولوية قبل البدء بتسوية ملفات الإرهاب والمخدرات وكذا الهجرة السرية.
ولكون قضية الحدود المغربية الجزائرية أثرت ولا تزال على مستقبل المنطقة، فإن العديد من الأطراف في المغرب العربي ترى أنه مع استمرار لائحة الشروط الجزائرية، فإن الهوة مازالت قائمة والتوتر بشأن إغلاق الحدود بين الجانبين سيظل قائما إلى ما لا نهاية‏، لكون التعنت الجزائري أعاد‏ هذه القضية الملتهبة منذ‏14 ‏ عاما إلى نقطة الصفر.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق