الأحد، 5 نوفمبر 2017

المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة : "السينما سلاح قوي للتأثير على المجتمع والمرأة الإماراتية كسرت حواجز التمييز"




حوار :فوزية عزاب
نشر في مجلة "عين الإمارات" نوفمبر 2017

لقبت بأيقونة السينما الإماراتية لكونها حائزة على العديد من الجوائز كمخرجة أفلام و كاتبة سيناريو و منتجة. كما أنها الرئيس التنفيذي لشركة - "دي-سيفن للإنتاج السينمائي" سابقاً - وهي أيضا مؤسسة "المشهد"، أول نادي للسينما في دبي. فعلى مر السنين، ساعد تفانيها في تطوير صناعة السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة، و مساهمتها في تأييد و تمكين المرأة في العالم السينمائي.
في طفولتها كانت تعشق  مشاهدة الأفلام الهندية إلى أن كبرت وكبر شغف السينما معها. بعد حصولها على بكالوريوس في الإعلام من كلية دبي للطالبات، سرعان ما أدركت أن مهنتها الحقيقية كانت في الفن السابع (السينما). فالتحقت بجامعة رييرسون (كندا)، و حصلت على بكالوريوس في صناعة الأفلام و الإخراج في عام 2005.

 إنها المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة  التي تنقلنا عبر سيناريو يحكي تجربتها في مجال السينما والإخراج من خلال الحوار التالي:

كيف جاء دخولك عالم السينما وماهي مجمل الأعمال السينمائية التي قمت بإخراجها وتم تتويجك بجوائز عنها؟
من اليوم الذي بدأت أشاهد فيه الأفلام في صغري أحببتها حيث كنت أتسلل إلى مكتبة والدي لاختيار ما أريد من بين مجموعة افلامه الواسعة. وعلى عكس الأطفال الآخرين، لم أكن أشاهد الكارتون، بل أهوى مشاهدة الأفلام العربية القديمة وروائع هولييود.وكبر الشغف معي وأدركت فيما بعد أنها المهنة التي اريدها وبشدة. ودخلت فعلياً عالم الإخراج في سنّ الـ21، حين تطوعت للعمل على فيلم وثائقي وأغرمت بمجال صناعة الأفلام.
انطلقت رحلة عملي السينمائي منذ عام 2006، كتبت و أخرجت أول فيلم قصير لي باسم "عربانة"، حول الاعتداء على الأطفال، الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2007، وحصلت بفضله على جائزة أفضل مخرج إماراتي. كما كتبت وأصدرت ثلاثة أفلام قصيرة أخرى: "مرة" – Once 2009 و فيلم "ملل" 2010 و فيلم "الجارة –The Neighbor" 2013. و قد حصل فيلم "ملل" على جائزة "المهر الإماراتي" في مهرجان دبي السينمائي الدولي لعام 2010، وحصل فيلم "الجارة - The Neighbor" على جائزة أفضل فيلم إماراتي في مهرجان أبوظبي السينمائي لعام 2014. وحتى الآن، شاركت أفلامي في أكثر من 42 مهرجانا حول العالم.


لامست أعمالك مجموعة من القضايا الاجتماعية، فإلى أي حد يمكن للمخرج السينمائي أن يكون أداة لإصلاح المجتمع؟
السينما سلاح قوي خصوصا أنه خلال شاشة واحدة تستطيع أن تؤثر على مجموعة أو شريحة كبيرة من المجتمع. ولامست هذا الشيء بعد فيلمي الأول عربانة الذي ناقش موضوع تحرش الأطفال. ردود الفعل الهمتني لأكمل مسيرتي في الإخراج دون توقف.
كما ناقشت سلوكيات الفتاة المراهقة في حياتها في فيلمي الثاني “ذات مرة”، وفي عرضه السينمائي الأول كان من بين المشاهدين رجال ونساء، وفي نهاية الفيلم أثنى الجميع على العمل من كلا الطرفين، حيث شكرني الملتزمون لكون استطعت إظهار المآل المظلم للفتاة غير الملتزمة للجميع، وفي الوقت قدمت بالفيلم معنى أن الحب نعمة وليس نقمة وأنه ينتمي إلى فئة المشاعر الإنسانية السامية، ولكن يسيء إليه البعض بتصرفاتهم الطائشة وغير المنضبطة.

هل غيرت السينما الإماراتية من نظرة المجتمع للمرأة خاصة وأنك واجهت بعض المشاكل في بداية
مشوارك المهني كامرأة ؟
نعم.. الآن الامارات انجازاتها لا تقتصر على الرجال بل النساء لهم تأثير قوي وملحوظ. المرأة أصبحت أساس المجتمع مع الرجل وفي بداياتي كان مجال السينما مقتصر على الرجال لذا واجهت  بعض الصعوبات  فبعد تأسيسي لشركة انتاج، واجهت بعض التمييز وتفاجأت من بعض الشركات التي لم يرق لها تسليم ‏إدارة مشاريعها لامرأة، بغض النظر عن كفاءتها، مفضلين التعامل مع رجال أقل خبرة. وقد خاب ظني ‏أيضاً من تعليقات بعض النساء المهينة، حيث قيل لي مرّة “لا بأس بعملك الإخراجيّ، نظراً إلى كونك ‏امرأة”. ولكن بعد ان بدأت العمل على تطوير إمكانياتي المهنية لاحظت بأن الأبواب تنفتح بالتدريج.


كيف استطاع فيلم "ملل" أن يشكل نقطة تحول في مجال صناعة الأفلام بالدولة؟
الدعم الذي حصل عليه فيلم ملل أدى إلى انتاجه بشكل متكامل. خصوصا لأنه تم التصوير في الهند ومع فريق عمل كبير جدا وفكرته كانت جديدة نوعا ما على المجتمع المحلي خصوصا كونه يناقش العلاقات الزوجية التي تبدأ وتمر بمرحلة ال.. "ملل"..

ماهي أبرز التحديات التي تواجه صناعة السينما الإمارتية حاليا؟وهل هناك جهود مبذولة لتطويرها أو دعم المواهب الإماراتية الشابة؟
أبرز التحديات حاليا هو التمويل القوي والدعم. لدينا كمية ممتازة من المخرجين ،المخرجات الجاهزين للعطاء ولكنهم ينتظرون الدعم الكافي لينجزوا والسينما مجال واسع وصعب جدا وتحتاج لشخص جيد ويعرف كيف يثبت نفسه ويثبت الفيلم الذي يعمل عليه. من جهتي أبذل كل ما في جهدي لدعم السينما المحلية والانتاج المحلي من خلال وسائل متعددة منها برنامج "صنع في الإمارات"ومن خلال نادي المشهد الذي أعرض فيه فيلمين تم انتاجهم في الامارات شهريا ويستطيع الجمهور الحضور بالمجان. وهذا لدعم الشباب والانتاجات المحلية.


حصلت على مجموعة من الألقاب ومنها سفيرة العلامة التجارية "كانون الشرق الأوسط"، ماذا أضاف لك ذلك؟
تعاوني مع كانون أثبت لي ثقتهم بي وبعملي كإمراة مجتهدة، ودعمهم المتواصل لي يحمسني أن أعمل اكثر وأحقق إنجازات لنفسي ولوطني ولشركات مبدعة مثل كانون. حيث اخترت  في عام 2012 إلى جانب مشاهير عالميين أمثال جان رينو وأميتاب باتشان ومونيكا ‏بيلوتشي للمشاركة بجلسة تصوير خاصة لإطلاق الأستوديو المؤقت لـ”هاركورت باريس″ في دولة ‏الإمارات، ويتميز الأستوديو الفرنسي العريق بمجموعة صوره بالأبيض والأسود لمشاهير ونجوم السينما ‏منذ تأسيسه في باريس عام 1934 على يد كوزيت هاركورت بالتعاون مع الإخوة لاكروا الرائدين في ‏المجال الإعلامي وروبرت ريتشي نجل الشهيرة نينا ريتشي.
وحصلت خلال مسيرتي المهنية أيضا على العديد من الألقاب، ليس فقط في مجال السينما، ففي العام 2005 نلت ثلاثة ألقاب هي “المرأة الإماراتية لهذا العام” و”الفنان الوطني” من مجلة الإمارات للمرأة، ولقب “أصغر سيدة أعمال” من حفل توزيع جوائز قمة سيدات الأعمال والقيادات العالمية الذي أقيم في دبي.
وفي العام 2006 فزت بجائزة القيادة الملهمة من “لويدز بانك”، كما اخترت ضمن قائمة أفضل 50 امرأة عربية عام 2012، وضمن 100 شخصية من أقوى العرب تحت سن الأربعين عام 2015.

ماهي آخر أعمالك ومشاريعك المستقبلية ؟

أعمل حاليا على إنجاز فيلمي الروائي الطويل الأول "حيوان"  حيث يعد امتدادا لفيلمي القصير “حيوان” الذي قدمته العام الماضي على 14 دقيقة و تركت فيه المساحة الأكبر لقوة التمثيل وابتعدت عن الحوار ليبدو الفيلم أكثر قرباً من مشاهد السينما الصامتة وهو الأسلوب الذي أتميز به.


الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

مؤسسات بلا ذمم .. تستغل حاجة أصحاب الهمم


تحقيق: فوزية عزاب
نشر في مجلة:"عين الإمارات (نوفمبر 2017) 
منذ وجد الإنسان على الأرض وهو يتحرك بمحركات ذاتية ترتكز على بنيته الجسمانية والحركية
لكن مع الغزو التكنولوجي أصبح الجميع  يسعى إلى الاعتماد على الآلة في أداء مهامه وواجباته، سواء في البيت (الروبوت كنترول، الهاتف المحمول، ،المكنسة الكهربائية..) أو مكان العمل (أجهزة الكمبيوتر..) ما أسهم في تكريس ثقافة الكسل،والاعتماد على الآلة في إنجاز المهام بسرعة من دون بذل مجهود، وهو ما زاد معدلات السمنة والأمراض بين مستخدميها بل وانتقلت العدوى للأطفال الذين كرسوا هذه الثقافة وأصبحت لديهم بدائل قد تساعد على أداء واجباتهم أحيانا لكنها قد تؤدي إلى تراجع مستوى ذكائهم واستيعابهم.
وفي مقابل هذه السلبيات التي تقدمها التكنولوجيا على طبق من ذهب، إلى أنها قدمت إيجابيات كثيرة لفئة أخرى من المجتمع وهم أصحاب الهمم الذين استفادوا من هذا التطور المتسارع للتكنولوجيا من خلال تصنيع أجهزة وآلات تساعدهم في أداء وظائفهم داخل المجتمع، وكانت دولة الإمارات سباقة إلى تحقيق ذلك من خلال مبادرات مختلف الجهات بتسخير كل السبل بما فيها التقنيات الحديثة للاستفادة منهم واندماجهم في المجتمع .
إلا أن هناك من يستغل هذه الحاجة الماسة للتكنولوجيا من أجل تصنيع وبيع الأجهزة المساعدة بأثمنة باهظة تعكس الجانب التجاري الربحي الصرف وتتنافى مع المبادئ الإنسانية، في غياب لأي رقابة من طرف المؤسسات المختصة لأسعار البيع الذي قد تفوق القدرة الشرائية للعديد من ذوي الهمم.
هذا ماحاولنا تناوله في تحقيقنا التالي مع بعض الجهات المعنية في الموضوع:
تحقيق: فوزية عزاب


أشرف محمد مصطفى ‏ /اختصاصي تربية خاصة- مجلس ابوظبي للتعليم
من الناحية النفسية والسيكولوجية أصبح للتكنولوجيا والتقنيات التربوية الحديثة أثر واضح في تعزيز ثقة أصحاب الهمم بقدراتهم، والتعويض عما افتقدوه من قدرات عن طريق التقنيات الحديثة التي باتت تدخل مختلف المجالات. حيث استطاعت هذه التقنيات أن تحدث التوافق والتكيف النفسي الذي طالما ‏حاول الباحثون والموجهون النفسيون تحقيقه  لذوي الهمم من خلال دراساتهم وأبحاثهم الاجرائية ، ‏مما مكنهم  من الاعتماد على أنفسهم بأنفسهم وشعورهم بالاستقلالية والتوازن، ويقصي عنهم فكرة أنهم عنصر غير فاعل ومؤثر أو أنهم بمثابة عالة على المجتمع، إضافة لخفض ‏نسبة القلق والتوتر لديهم . وهذا ما رصدته من خلال دراستي في رسالة ‏الماجستير الخاصة بي والتي ناقشت فعالية برنامج قائم على تدعيم مفهوم الذات باستخدام تقنية ‏برايل سنس في تحسين السلوك التوافقي لدى المكفوفين وقد أشارت نتائجها إلى تحسن في ‏مستويات التوافق  فأصبحت لدى أصحاب الهمم من العينة التي أجريت عليها الدراسة فكرة ايجابية عن ‏نفسه بعد أن كان يعاني من الشعور بالقلق. وطرأ تحسن واضح في مستوى ‏التحصيل الأكاديمي كنتيجة لتحسن مستويات السلوك التوافقي لدى الكفيف .‏
وما يؤكد هذا الأثر الايجابي والفعال للتكنولوجيا الحديثة ما لمسته خلال تجربتي ‏بتصميم أول حقيبة تعليمية تدريبية لذوي الإعاقة البصرية  ومعلميهم وأسرهم، خاصة طلابي من ‏فئة ضعاف البصر الذين تدنى بصرهم بشكل كبير لدرجة تحولهم إلى فئة المكفوفين وما حققته ‏هذه الحقيبة التي تستنذ إلى تعليم برايل ولكن بحروف ذات حجم كبيروذات لون ذهبي  يساعدهم ‏على استخدام بعض البقايا البصرية في رؤية خلية برايل وتؤهلهم بشكل جيد لتعليم برايل بطريقة ‏سهلة وهذا  ماخفف الضغط النفسي عندهم وساعد على تنمية تقدير الذات لديهم.‏
الربح أولا

حمدان البلوشي –إعاقة بصرية– طالب بجامعة الإمارات
بعد أن كان الكفيف ‏يعتمد على كتب برايل الثقيلة ويصعب عليه حملها من مكان إلى آخر أو يصعب عليه تسجيل ‏محاضراته ودروسه استطعنا اليوم وبفضل هذه التقنيات التي وفرتها دولة الامارات  لابنائها من أصحاب الهمم المكفوفين أن نحصل على المناهج الكترونياً من خلال جهاز برايل سنس، وأن نتواصل مع ‏جميع شبكات التواصل الاجتماعي بل وأن نشارك بآرائنا في أي قضية كأعضاء فاعلين في المجتمع. ففي السابق كنا نصاب بإحباط نفسي عندما نرى الأسوياء يفتحون كتبهم ويقرأونها بسهولة ويسر بينما نحن عاجزون عن مجاراتهم .
وجاءت العصا الإلكترونية لتسهل تنقلنا وكذلك  أجهزة الموبايل الحديثة التي تم تزويدها بتطبيقات تسهل اندماجنا بالمجتمع المحيط بنا مثل التطبيقات التي أحدثتها شركة أبل على الحاسوب والآيفون باستحداث التطبيق "الناطق". مما يعزز ثقتنا بأنفسنا وييسر الكثير من الأمور علينا. 
لكن كل هذه الثورة التكنولوجية رغم ماحملته لنا من إيجابيات  لازالت هناك سلبيات تحول دون استفادة الجميع من تقنياتها، وعلى سبيل المثال نجد الشركة المنتجة للساعة الناطقة وبرايل سنس تبالغ في أسعار البيع، وتتنافس الشركات فيما بينها لطرح سلع وتقنيات ظاهره السعي لخدمة أصحاب الهمم وتيسير أمور الحياة عليهم وباطنها تسابق محموم للربح المغالى فيه والذي يبعد هذه المؤسسات عن الهدف الإنساني الذي تتخذه كواجهة دعائية تغطي به على توجاتها المادية. حيث يترواح سعر طابعة برايل وطابعة الخرائط مابين 27 إلى 30 ألف درهم إماراتي. أما أجهزة "اللاب توب" فما بين 6 و7 آلاف درهم. وهي أسعار مبالغ فيها تعكس الهدف الأساسي من ورائها وهو الربح بالدرجة الأولى، وهذا للأسف استغلال لحاجتنا الملحة لمثل هذه الأجهزة والمتاجرة بها وبنا.
  
التكنولوجيا...بر الأمان

عائشة الزعابي -إعاقة حركية/عضو جمعية الإمارات للإيجابية والسعادة
إنَ استخدام وسائل التكنولوجيا في حياة أصحاب الهمم ، يعود بالفائدة الكبيرة، سواء من الناحية النفسيَة أو الأكاديميَة أو الاجتماعيَة أو الاقتصادية،حيث ساهمت في تسهيل المعاملات والتواصل التفاعلي مع المجتمع لأن أغلبهم يعيشون في عالم انطوائي تغيب فيه الثقة بالنفس .وبالتالي فإن الاعتماد على التكنولوجيا  بمختلف مكوناتها سواء الانترنت (وسائل التواصل الاجتماعي) أو الأجهزة الحديثة، خفف بشكل كبير هذا الإحساس بالعجز لكن تجدر الإشارة أن ليس كل أصحاب الهمم يتقنون استخدام التكنولوجية، هناك من لايزال يعيش رهين الإعاقة.وخارج عصره بسبب مايبديه أصحاب المؤسسات المعنية ببيع هذه الأجهزة من مغالاة بأسعار هذه السلع ، واستغلال حاجة أصحاب الهمم إليها.
وبعد مقارنتي لبعض أسعار هذه الأجهزة في السوق الإماراتية مع أسعارنظيرتها الأوروبية لاحظت فرقاً شاسعاً، وذلك راجع إلى اعتبار هذه الشركات أن السوق الإماراتية والخليجية مختلفة من حيث الطلب والسعر لأنها وببساطة دول بترولية. لكن ماذا عن أصحاب الهمم من المقيمين الذين ليست لديهم القدرة على تحمل تكلفة هذه الأجهزة.
فلذلك يبقى أصحاب الهمم خارج عصرهم إذا ماغاب الجانب الإنساني النبيل والذي يتحقق بتضافر جهود الجهات المختصة لرعايتهم والعمل على مد يد العون بتيسير كل احتياجاتهم بأسعار زهيدة أو على الأقل بأسعار معقولة غير مبالغ فيها.
الحق في التواصل


فاطمة الكعبي/ إعاقة سمعية
مع التطور التكنولوجي الذي نشهده حالياً أصبح من السهل على أصحاب الهمم الصم والبكم التواصل فيما بينهم، بل وحتى مع الأسوياء، وصار بوسعهم التواصل مع محيطهم، وذلك عن طريق مكالمات الفيديو
وتقنيات مساعدة، مثل التعامل بلغة الإشارة، أو أجهزة المساعدة على السمع. بينما تلعب هذه الأدوات ــ مع عدم توافرها للجميع ــ دوراً أساسياً في حياة العديدين، فإن تقنيات أخرى تسعى إلى مساعدتهم على الشعور بالأصوات المحيطة، مثل الموسيقى وآلات التنبيه، بهدف حمايتهم من الأخطار، وتيسير الحياة اليومية لهم .
ونأمل أن تعمم هذه التقنيات على الجميع ليستفيد منها وأن تطور أجهزة أخرى خاصة برامج تعليم لغة الإشارة أوتوفر بعض البرامج على صور توضيحية للكلمات عند التعامل مع هذه الأجهزة.
كما أن تشجيع المخترعين الإماراتيين ومساعدتهم على ترجمة اختراعاتهم الموجهة لأصحاب الهمم على أرض الواقع وطرحها في الأسواق المحلية  بأسعار مناسبة من شأنه أن يجعل الاستفاذة منها تعم ولاتخص طبقة دون الأخرى وتقلل من صعوبة وصول واستخدام هذه الأجهزة من طرف الجميع.
اكسبو أصحاب الهمم .
دانيال قريشي، مدير مجموعة المعارض في شركة ريد الشرق الأوسط للمعارض:
تم تصميم معرض اكسبو أصحاب الهمم، للعب دور بناء جداً في تطوير فرص أكبر للأشخاص ذوي الإعاقة. ويكمن هدفنا في توفير منصة أساسية لعرض أكثر المنتجات والخدمات المتطورة من حول العالم أمام الأشخاص ذوي الإعاقة، مع العمل في آن معاً على خلق أثر إيجابي ضمن المجتمع الأوسع لأصحاب العمل، والتربويين، والمسؤولين الحكوميين والقطاع بشكل عام. ونأمل من خلال استضافة هذا المؤتمر المهم أن نجعل مجتمعنا أكثر قدرة على الاحتواء والدمج.
ومن المتوقع أن يحضر ما يزيد عن 200 شخص مؤتمر “الاندماج في سوق العمل”.ويستقطب "اكسبو أصحاب الهمم الدولي 2017" أحدث المنتجات العالمية في مجال التكنولوجيا المساعدة والروبوتات والحلول الذكية، لتحويل مسار حياة ما يزيد على 50 مليون شخص من أصحاب الهمم في الشرق الأوسط
الغاية تبرر الوسيلة
موفق مطري الرئيس التنفيذي لشركة «الألفية العربية لتجارة التجهيزات الطبية»
مكنت التكنولوجيا  من مساعدة الناس بطرق لم يكن ممكناً التفكير بها قبل سنوات عدة، ومن المهم أن نرى أحدث ما يمكن العالم أن يقدمه لما في ذلك من إمكان المساهمة بشكل إيجابي في مسار حياة أصحاب الهمم، وعوائلهم والمجتمع بشكل عام.
ونحن في شركة الألفية لتجارة التجهيزات الطبية نعمل في مجال توفير حلول متكاملة للصناعة الطبية،  وسنقدم خلال اكسبو أصحاب الهمم 2017"أداة معجزة" تدعى "سبيتش إيزي"، وهي عبارة عن جهاز يساعد المستخدم على التحكم في التلعثم والتحدث بطلاقة بعد التدريب لمدة ثلاث ساعات تقريباً. كما سنقدم أيضاً معدات ومنتجات حسية جديدة يمكنها أن تساعد في تطوير المهارات الحركية والمهارات الاجتماعية للأفراد الذين يعانون من التوحد ومتلازمة داون وغيرها من الإعاقات..
النظارات الذكية
قال محمد إسلام، الرئيس التنفيذي: لشركة "ام اي اتش سيستمز كوربوريشن "  التي تقوم وللمرة الأولى ، بإطلاق نظارات ( الأمل): "ستحول نظارات الأمل الذكية حياة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية كما لم يحدث من قبل، ليس فقط لأن هذه النظارات تساعد مستخدمها على أداء الوظائف دون مساعدة مستمرة لكن يمكن للنظارات الذكية مساعدتهم في معظم المهام مباشرة مثل العقبات التحذيرية، وقراءة النصوص العربية والإنجليزية، والتعرف على ألوان الملابس وغيرها من الأشياء، وإدراك البيئة المحيطة، وخدمة مكالمات "اس او اس"، وغير ذلك .. وقمنا بإجراء اختبارات صارمة على المنتج، وسوف نستخدم معرض اكسبو أصحاب الهمم كمنصة لإطلاقها لأول مرة في العالم لصالح أكبر عدد ممكن من الناس.
وعن ارتفاع أسعار هذه الأجهزة الذي يفوق القدرة الشرائية للبعض فحسب تقرير لموقع "بي بي سي" فإن أغلبها لم يتعد مرحلة الأبحاث لطرحه منتجاً قابلاً للاستخدام في الأسواق،نظرا لأن كلفة الانتقال من مرحلة الأبحاث والتطوير إلى الإنتاج الفعلي مكلف للشركات المصنعة والمنتجة وتتجاوز بكثير عائد تقديم منتج متخصص لفئة بعينها. كما أن نظام العرض والطلب من أكبر العقبات أمام طرح منتجات بأسعار ملائمة للجميع.
تصنيع الأختراعات
فاطمة الكعبي –أصغر مخترعة
التكنولوجيا تساعد أصحاب الهمم على تأدية المهام التي يقوم بها الأسوياء، بل وتحسسهم بأنهم في مأمن عن العجز الذي تعكسه أحيانا ردود أفعال بعض أفراد المجتمع. واختراعي طابعة للمكفوفين من شأنها أن تساعدهم على الكتابة وأداء الواجبات المدرسية بسهولة ويسر، وتجعلهم يحسون أنهم جزء فاعل ومؤثر ولايتجزأ من المجتمع.
إن قيامي بعمل مجموعة من الاختراعات لفائدة  أصحاب الهمم كان من باب الإحساس بالواجب الإنساني، فوراء كل اختراع أقوم به قصة أو موقف حصل لي أو شاهدته جعلني أحس بمسؤولية تقديم المساعدة لأصحاب الهمم لتفادي تعرضهم لمشاكل يومية، فمثلا فكرة طابعة المكفوفين استلهمتها من تغريدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على تويتر بأنه سوف يتم طباعة لغة برايل على العملات، أما فكرة اختراع الحزام الخاص بالصم فكان الدافع هو موقف تعرضت له وأشعرني بأهمية إيجاد اختراع كهذا ..
وفيما يخص تصنيع الاختراعات التي قمت بها، للأسف لم أتلق حتى الآن أي عرض من أي جهة أو شركة لتحويل الاختراع إلى أرض الواقع.. ولازلت أبحت عن جهة ترعى اختراعاتي لإنتاجها وتسويقها في الإمارات. وفي انتظار أن يحصل ذلك فأنا أجتهد لتطوير كل ماتوصلت إليه.