الخميس، 4 مايو 2017

المنظومة الذكية للحافلات المدرسية ضمانات تقنية لاتلغي المتابعة الإنسانية




تحقيق: فوزية عزاب
نشر في مجلة:"عين الإمارات" 

سلامة الأطفال مسؤولية مجتمعية،  تتقاسمها الأسرة والمدرسة والمجتمع لتأمين حقهم في العيش آمنين، وليس لأحد الحق في التهاون في تحمل هذه المسؤولية. لكن للأسف كثيراً مايدفع أطفالنا حياتهم ثمناً لإهمال كان بوسع مرتكبيه تفاديه بقدر من الاهتمام والإحساس بالمسؤولية، نحو حوادث باتت تتكرر كل عام حول نسيان أطفال صغار في الحافلات المدرسية لسبب أو لآخر، حيث تختلف السيناريوهات والمبررات واختلاق الأعذار، ولكن النتيجة  في النهاية واحدة ومؤلمة، كلفت بعض الأسر أرواح فلذات أكبادهم.  
وفي خطوة  لضمان بيئة طلابية آمنة وتعزيز ‏سلامة الطلبة قامت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات بالتعاون مع  شركائها الاستراتيجيين بسن تشريعات وضوابط النقل المدرسي، كان آخرها اعتماد تركيب المنظومة الذكية لسلامة الطلبة في الحافلات المدرسية التي تقدم خدمات النقل اليومي لجميع المراحل التعليمية. خطوة قد تثلج صدر الآباء والأمهات وتعيد الأمان لرحلة أبنائهم اليومية إلى المدرسة، لكنها في  الوقت ذاته نجد أن الاعتماد كل الإعتماد على أجهزة الكترونية  - قابلة للخطأ أو العطل في أي لحظة- لايعفي سائقي الباصات والمشرفات وحتى إدارة المدرسة من المسؤولية .
فإلى أي حد ستُنهي هذه الإجراءات الذكية حوادث نسيان الأطفال داخل حافلات المدرسة، ومامدى فعالية التدابير التي ستتبع لتحقيق ذلك وهل ستبقى استخداماتها في حافلات المدارس الحكومية أم ستشمل المدارس الخاصة أيضاً؟ هذا ماحاولنا الإجابة عليه  في التحقيق التالي:
تحقيق:فوزية عزاب
ـ محمد علي ولي أمر: "الحادثة التي وقعت للطفلة نزيهة منذ 3 سنوات مروعة، وموجعة للقلوب، فكل ولي أمر يضع نفسه مكان والدي تلك الطفلة سينتابه الخوف كل يوم عند توجه أبنائه إلى المدرسة، خوفاً من أن يقع لهم حادث مشابه، وهذه المآسي تتكرر بين فترة وأخرى، وتؤدي إلى وفاة أطفال أبرياء. لكن السؤال المطروح الآن بعد البدء في تطبيق المراقبة الذكية داخل الحافلات المدرسية ،هل سيتم تأهيل السائقين والمشرفات لهذه المرحلة الجديدة أم أن الأمر سيترك للأجهزة لتحل مكان البشر؟  كما أنني لاأعتقد أن جميع المدارس الخاصة سوف تطبق هذه الإجراءات إلا في حالة إلزامهم بها ومعاقبة المخالفين لها.
 أما هدى بسيوني -ولية أمر- فتقول : "إدارات المدارس والمناطق التعليمية مسؤولة عن سلامة وأمن أبنائنا خلال رحلتهم اليومية من وإلى المدرسة، خاصة فيما يتعلق بتعيين مشرفين ومشرفات وسائقين أكفاء، وتضيف منذ أن تكرر حوادث نسيان الأطفال في الحافلات المدرسية ألغيت الاشتراك السنوي في حافلة المدرسة لأبنائي ،وتوليت بنفسي توصيلهم من وإلى المدرسة خوفاً عليهم. ولن أتراجع عن هذا القرار".
إجراءات غير كافية
تعتبر سيرين وليد -ولية أمر-  أن وضع أجهزة ذكية في الحافلات المدرسية يبقى غير كاف لتجنب حوادث نسيان الأطفال  والذي ربما تسب في وفاتهم داخل الحافلة ، ولذا أؤكد على ضرورة تدريب الأبناء من خلال التعاون مع الجهات الأمنية والإدارية في المدرسة وأولياء الأمور على كيفية التصرف عند تعرضهم للمواقف الصعبة كوجودهم بمفردهم في الحافلة مثلاً من خلال تدريبهم على التوجه إلى مقعد السائق والضغط على بوق الحافلة، ومحاولة فتح النوافذ الأمامية التي على السائق أن يتركها مفتوحة في حال وقوف الحافلة بشكل مستمر.
فيما يؤكد المستشار الأسري جاسم اليعقوبي على أن هذه المنظومة الذكية التي تم اعتمادها من الجهات المسؤولة سوف تبعث الأمان نسبيا في نفوس أولياء الأمور لكن بعد فترة من تطبيقها.. خاصة بالنسبة لأولئك الذين تعرض أطفالهم لمثل هذه الحوادث، ويضيف قائلا:"إذا اعتبرنا أن هذه الأجهزة ستفي بالغرض ، فهذا قد يجعل سائقي هذه الحافلات والمشرفات أيضا يعتمدون كليا على هذه الأجهزة ولايقومون بدورهم الأساسي وفي حالة حصل عطل تقني لهذه الأجهزة  من يتحمل المسؤولية حينها..؟  وهل سيتم تعميم هذه المنظومة على جميع حافلات النقل المدرسي  بالدولة الحكومية والخاصة ؟"  
رهان المدارس الخاصة
ويعتبر التربوين والإداريون أن هذه المنظومة ستقوم بتعزيز سلامة الطلبة وحمايتهم.
عائشة عبد الرحمن مديرة مدرسة خاصة بإمارة دبي ترى:" ضرورة تضافر الجهود بين كافة الجهات المعنية بعمليات النقل المدرسي لتطوير واستدامة هذه المنظومة كونها تمثل واجهة حضارية للدولة وأن نجاحها يعتبر مسؤوليةً وطنية مشتركةً بين القطاعات المختلفة بما يحقق أهداف الدولة وتطلعاتها في تحقيق سعادة ورفاهية كافة أفراد المجتمع
وأضافت: "منذ أن تكررت حوادث نسيان الأطفال في الحافلات اقترحنا أساليب جديدة تسهم في تحقيق الأمن والسلامة بشكل أكبر للطلاب والطالبات بالمدرسة، والتأكد من خلو الحافلات من أي طفل انتابته غفوة نعاس وتمدد تحت مقاعد الحافلة بحيث لا تراه المشرفة، وذلك من خلال توزيع لوحات على مشرفات الحافلات توضع في مقدمة الحافلة تؤكد خلو الحافلة من أي طالب عند توقفها..
خطوة جديدة..
المهندس عبدالرحمن الحمادي/ وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة
إن المنظومة الذكية لسلامة الطلبة تعمل على تعزيز الحافلة بخطوط  دفاعية إضافية لتوفير أعلى درجات الأمان للطلبة المنقولين، وتهدف إلى منع وقوع أية حالة نسيان لطلبة في الحافلات المدرسية، وإلغاء أي تأثير لاحتمالات الخطأ البشري سواء من سائق الحافلة أو المشرفة أو الطالب عبر 3 أجهزة إلكترونية ذكية ومتطورة تتألف من بطاقة تعريف الطالب والتي سيتم من خلالها التأكد من تطبيق إجراءات صعود الطلبة ونزولهم من الحافلة خلال رحلتي الذهاب والعودة من المدرسة، ومن خلال البطاقة ستصل لأولياء الأمور تنبيهات بتفاصيل حركة أبنائهم ضمن مسار الرحلة المدرسية، أما الجهاز الثاني فهو نظام التحقق من خلو الحافلة، والذي يعمل على التأكد من تطبيق إجراءات التفقد من قبل السائقين عند انتهاء الرحلة بالضغط على زر التحقق الموجود في نهاية الحافلة إشعاراً بخلوها التام من الطلبة، وإصدار تنبيه صوتي في حال عدم التزام السائق بالضغط عليه بعد كل رحلة، ويتمثل الجهاز الذكي الثالث في نظام كاشف الحركة والذي سيعمل تلقائياً على رصد أية حركة داخل الحافلة بعد إغلاقها وإصدار تنبيهات صوتية عالية، إضافة إلى إرشادات تسهم في تهدئة الطالب داخل الحافلة وطمأنته بقدوم أحد المساعدين لإخراجه فورا.
ويضيف الحمادي إلى أن المنظومة الجديدة تتطلب الالتزام بتطوير مواصفات السلامة والأمان ومتابعة تطوير اشتراطات نظام التتبع والمراقبة للحافلات المدرسية  وتحديد الاشتراطات والمعايير القياسية الخاصة لمزاولتها والرقابة على الالتزام بها من خلال التزام المدارس كافة بتوفير خدمة النقل المدرسي لطلابها عبر تشغيل حافلات خاصة بها أو من خلال التعاقد مع مشغلي الحافلات.
تأهيل الكوادر
أوضح محمد عبدالله الجرمن مدير عام مواصلات الإمارات ‏ أن مواصلات الإمارات وفور اعتماد تركيب المنظومة الذكية باشرت تنفيذ خطط تركيب الأجهزة التي تتألف منها المنظومة، حيث تم البدء في المرحلة الأولى بتوريد الأجهزة الذكية تمهيداً لتركيبها على 2345 حافلة مدرسية تقريباً في الفترة من أغسطس وحتى أكتوبر من العام الجاري، ليبدأ التطبيق والتشغيل الفعلي للمنظومة مع بداية نوفمبر 2017، مشيراً إلى أن المنظومة ستغطي حافلات المراحل التعليمية كافة، وسيستفيد منها 110 آلاف طالب وطالبة يدرسون في 383 مدرسة حكومية تقريباً في دبي والإمارات الشمالية.
وعلى صعيد إمارة أبوظبي اعتبر الجرمن أن إطلاق المنظومة الجديدة خطوة جديدة من خطوات تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مواصلات الإمارات ومجلس أبوظبي للتعليم، منوهاً بأنه تم الانتهاء من تركيب هذه الأنظمة الجديدة  منذ بدء أولى خطوات الشراكة عام 2015 لعدد 1023 حافلة في إمارة أبوظبي وبنسبة 79%، ومن المستهدف إنجاز تركيب الأنظمة على باقي الحافلات.

ومن خلال مركز مواصلات الإمارات للتدريب يتم تأهيل وتدريب السائقين ومشرفي ومشرفات النقل والسلامة على مجموعة من البرامج التدريبية المعتمدة من الجهات المعنية، وقد بلغ معدل الساعات التدريبية المنفذة لكل سائق ومشرف خلال العام الماضي 11 ساعة تدريبية، فيما تم عقد 361 برنامجاً توعوياً للطلبة حول إرشادات السلامة، كما تم تنفيذ 4100 زيارة رقابية ميدانية من قبل منسقي الحركة على الحافلات في إمارة أبوظبي، و770 زيارة تواصل مع الإدارات المدرسية في مدارس الإمارة

الثلاثاء، 2 مايو 2017

مهن تنقرض وأخرى ترتعد أمام الغزو التكنولوجي فهل نواكب العصر أم مكانك سر؟




تحقيق / فوزية عزاب
نشر في مجلة:"عين الإمارات:

مع الغزو التكنولوجي الذي طال مختلف نواحي حياتنا وسهل أمورنا كان للجانب الاقتصادي حيز هام في عملية التغيير من حيث ظهور مهن جديدة لقاء مهن أخرى انقرضت أو باتت قاب قوسين أو ادنى من الانقراض في المستقبل القريب. حيث أفاد تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي ، حول مستقبل المهن في ظل التطور ‏التكنولوجي المتسارع، بأن 65% من الأطفال في المرحلة الابتدائية حاليا سيعملون في مهن ليست ‏موجودة الآن، وأضاف التقرير الذي شمل دراسة العوامل المؤثرة في سوق العمل والمهن التي يقل الطلب ‏عليها، أن ثلث مهارات العمل الحالية لن تكون مطلوبة بعد خمس ‏سنوات، ولن تكون هناك حاجة لـ5.1 ملايين وظيفة في الفترة بين 2016 و2018، وستحل محلها ‏الأجهزة الالكترونية المتطورة. مما يدق ناقوس الخطر حول احتمالية تفشي البطالة في المجتمعات غير المؤهلة لمثل هذه المتغيرات، كما قد يضطر الكثيرون إلى البحث عن مهن أخرى غيرمهنهم أو تحديث مهاراتهم بما يتوافق ومتطلبات المرحلة القادمة.
فماهي المهن المهن المهددة بالانقراض وماهي المهن التي باتت بحكم المنقرضة بسبب التكنلوجيا ؟ وهل ستحل محلها مهن أخرى؟ وإلى أي حد نحن مستعدون (مؤسسات وأفراد) للتغيرات التي ستطرأ على سوق العمل بحلول العام 2030؟ هذا ماحاولنا تقصيه في تحقيقنا التالي :


‎‎اختفاء المهن
معتز كوكش /خبير تقنية المعلومات
يقول الخبراء إن الحاجة إلى هذه المهن، المؤجلة إلى "ما بعد 2020"، ستعتمد على نجاح التطور التكنولوجي للبلاد والعالم بالعموم. وتتطلب هذه المهن معايير تختلف عن المعايير التي نعرفها اليوم، وسيتم بناء هذه المعايير من الصفر، وسيؤخذ بالحسبان تطور التقنيات التعليمية. التشكيل القانوني لهذه المهن، وإدراجها في سجل المهن سيقوم بدعم وتطوير الصناعة والرعاية الصحية في أي سيناريو لتطوير البلاد أو حتى العالم، كما يدّعون.
كما تم تخصيص جزء مستقل من البحوث للمهن التي ستختفي. حيث يدّعي المؤلفون أن بعض المهن ستختفي من سوق العمل، تحت ضغط نظم الأتمتة والروبوتات. جزءٌ آخر سيموت مع تطور بعض الصناعات المرتبطة بها. فقد توقع العلماء الاختفاء السريع لصناعة الورق، وأعمال النشر، وعلوم المكتبات والأرشفة، والخدمات البريدية. ويتوقعون أنه، حتى قبل عام 2020، ستختفي من سوق العمل بعض المهن مثل وكيل سفر، محاضر، ومؤرشف ملفات، ومشغّل مصاعد، وميكانيكي، وساعي البريد. وبعد عام 2020، سيختفي عدد آخر من المهن غير الضرورية مثل عمال النظافة، ومدراء الأعمال، وعمال المناجم، والصحفيين، وكتّاب العدل، والصيادلة، والمستشارين القانونيين، وحتى مفتشي شرطة المرور.

مواجهة المد التكنولوجي
سعيد شافني/صحفي بجريدة الوطن
بالتأكيد، غالبا ما يتم وضع مقارنة بين ما هو حديث وما هو تقليدي، وأن الأول سيأخذ مكان الثاني لاعتبارات كثيرة، لكن فيما يخص الصحافة التقليدية وتضررها من التكنولوجيا أو الإعلام الحديث كما يصطلح عليه "مواقع الكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها"، يجب أولا أن لا ننكر ما باتت تلعبه هذه الوسائط من أهمية من حيث تمرير الأخبار واتساع رقعة وانتشار الخبر، خصوصا وأننا صرنا نعيش عهد الصحفي المواطن من خلال الهاتف النقال وجهاز الكمبيوتر المحمول، كما بات العالم قرية صغيرة بفعل التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، لكن هذا لا يمنع أن نقول أن للصحافة الورقية مكانتها وحجمها الطبيعي وإن كانت بعض الدراسات والمؤشرات تقول بأن العهد الجديد هو للصحافة الالكترونية وأن الأخيرة أخذت حيزا كبيرا من اهتمام القراء، فهذا أمر يبقى نسبياً، والدليل على ذلك هو ما عاشته الصحافة الورقية في عهد التلفزيون والراديو إذ أن الجميع توقع اندثار الجرائد في ظل زحف التلفزيون والراديو، وأعتقد أن الأمر ذاته تعيشه الصحافة الورقية مع انتشار المواقع الالكترونية، حيث تبقى للورق ميزته وخاصيته التي يستحيل الاستغناء عنها، ومن التسرع جدا القول أن الجرائد الورقية إلى زوال ،وعلى العكس من ذلك  العالم ما زال يشهد ميلاد جرائد ورقية من حين لآخر..
وفي ظل كل هذه  المتغيرات والتطورات الملموسة التي يشهدها مجال الإعلام، يظل الصحفي محور الاهتمام، إذ عليه أن يواكب التطور الحاصل في المجال من حيث إدراك التقنية والمحتوى الرقمي والتكيف مع طبيعة العمل الصحفي سواء أكان ورقيا أو الكترونيا.
أحمد علي /عامل الكاشير
إن سرعة التطور التكنولوجي الذي نعيشه حاليا ستفرض على المتاجر ومراكز التسوق مستقبلا  استبدال عامل الكاشير أو أمين الصندوق، بالكاشير الآلي وهو جهاز يحسب قيمة مشتريات الزبائن، وسيقوم الكاشير الآلي بالدورالبشري .ولن يكون على المشتري سوى تمرير المنتجات على الجهاز، كي يقرأ الباركود أو رقاقات الراديو المرفقة بها.ثم يضع الزبون المنتج على ميزان لقياس وزنه وتسجيله، ثم يدفع الفاتورة بالطريقة التي تناسبه، نقداً أو بواسطة بطاقة ائتمانية أو شرائية، من خلال الجهاز.  وقد يسرع من قدوم هذا التغيير، بعض التطبيقات التي تسهل الدفع بواسطة الهواتف الذكية. لذا علينا أن نعي  جيدا خطورة القادم وان نحاول  جاهدين تطوير معارفنا في مجال تقنية المعلوميات والتكنولوجيا من خلال حضور بعض الدورات للطلبة الجامعيين فالمستقبل فقط للتكنولوجيا وعلينا اختيار المهن ذات المستقبل .

محمد صلاح / مستشار قانوني
نشرت بعض التقارير والمواقع أن خدمات المحاماة الإلكترونية بدأت في الظهور وأشهرها خدمة برنامج معلوماتي يدعى(روس) والتي يقوم بتحليل قرارات القضاة والأدلة والحجج التي يتم تقديمها في القضايا المماثلة للقضية التي تتم دراستها، من أجل ضمان أفضل النتائج.. أعتقد أن الأمر غير منطقي وغير مقبول لأن مهنة المحاماة مهنة سامية تتعلق بالعدالة وبقناعة المحامي في القضية وهي تحتاج إلى فن وحرفية  ليس بوسع  البرنامج الالكتروني المزعوم مسايرتها.
كيف يعقل أن يقوم هذا البرنامج الالكتروني بتحليل القضايا ونصوص القانون ومن ثم تجهيز ملف الدعوى للقاضي ؟!  أليس من العجيب أن تقوم آلة بما يقوم به المحامي من تفكير عميق وتحليل دقيق لملف الدعوى والتحقيق ومن ثم يبني عليها دفاعه ودفوعه المنصوص عليها طبقا للقانون ؟! تبقى للعقل البشري ميزته. فنسبة الخطأ إذا كانت من طرف المحامي 3% او قد تكاد تكون معدومة .. فبالتالي تكون نسبة الخطأ من ذاك البرنامج 97 % على الأرجح .. لأنه لن يستطيع مطلقا مطابقة الفكر والتحليل الذي يقوم به المحامي من سهر و كد وتعب لبناء الدفاع على الوجه الأكمل.
عمال المصانع ..بطالة ممنهجة
طوني  مدير فرع شركة الغربية للسيارات
أصبح الاعتماد على الإنسان الآلي أساسياً في بعض مجالات الحياة وعنصراً فاعلاً في العملية الإنتاجية داخل كبرى المصانع العالمية لما يتميز به من دقة وسرعة وقلة التكاليف، وأصبح منافساً قوياً للعنصر البشري الذي أصبح عبئاً على أصحاب الشركات بسبب الأجور المرتفعة وقوانين حماية العمال وغيرها.. .
ظهور الروبوت كبديل عن الإنسان في كثير من المصانع العملاقة في مختلف الصناعات بخاصة السيارات والإلكترونيات التي تتطلب إدارتها سرعة ودقة متناهية، واقتصر دور الإنسان فيها على ملاحظة الإنتاج وخلوه من العيوب والإشراف على عمل الروبوتات، ويأتي مصنع ''بي إم دبليو'' الألماني لصناعة السيارات كأبرز تلك النماذج منذ عدة سنوات، إذ تمتلئ عنابر العمال بأذرع آلية باتت تقوم بنفس المهام بقوة ودقة متناهية، خاصة في تصنيع وتجميع جسم السيارة الأساسي. ويمكن القول أنه في غضون السنوات القليلة القادمة سيكتسح الروبوت العالم وسيشكل البديل الأمثل للأيدي العاملة بنسبة مخيفة قد تتسبب في ظهور البطالة
الروبوت ..معلم مساعد
وترى مديرة التعلم الإلكتروني والابتكار في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتورة نجلاء النقبي، بأن التطور المذهل والسريع الذي تشهده صناعة الروبوت، قد يفرضه كمعلم مساعد في الصفوف الدراسية خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال ما يملكه من معلومات وبيانات، وقدرته على التحليل والقياس.
وذكرت إن التطور غير المحدود للروبوت سيعزز دوره داخل الفصل الدراسي، حيث سيعتمد عليه المعلم في قياس مهارات وقدرات كل طالب على حدة، واقتراح أنماط التعليم الخاصة بكل طالب، وفق ما يتناسب مع قدراته وإمكاناته، كذلك الاختبارات وأدوات القياس..
وعن رأيه في هذا القرار قال خالد السيد معلم لغة عربية أن هناك فرصة كبيرة للاستفادة من إمكانات "الروبوت" كمعلم  مساعد داخل الفصول الدراسية، واستبعد أن يتأثر الدور الراهن للمعلم سلباً بوجود الروبوت، لأن التفاعل الإنساني والوجداني والسلوكي وحاجة الطلاب للقدوة والمحفز، ستبقي دوره محورياً في المنظومة التعليمية".
وتابع قائلا: "يمكن للمعلم أن يعتمد على الروبوت في وضع الخطط التطويرية لكل طالب،  لكن الأمر حقيقة  سيفرض على المعلمين أنفسهم تطوير مهاراتهم وقدراتهم، ليتمكنوا من مجاراة التطور التكنولوجي المذهل وهذا هو الواقع الذي يجب علينا الاستعداد إليه"
الروبوت ليس بديلا
محمد الشامي /خبير وأول مخترع روبوت إماراتي
إن الروبوت لا يلغي الوظائف بل يساعد على تحسين مستوى الأعمال ورفع الأداء والقيام بالمهمات الصعبة والخطرة والروتينية المملة، وذلك في المجالات المدنية والعسكرية
كما أن شركات تصنيع الروبوتات تتيح فرصاً للوظائف. واعتبر أن آفاق التطور التكنلوجي لا حدود لها مثل الطيار الآلي في الطائرات والسيارات ذاتية القيادة، كما توجد استخدامات منزلية مثل تنظيف البيت والمراقبة، وأكبر سوق محلي للروبوتات هو في مجال تعليم الأطفال، حيث يبدأ الطفل بتعلم الرياضيات والفيزياء بمساعدة الروبوت. وهو أمر يطبق في الإمارات ومعتمد في التعليم الحكومي، وإن كانت المنتجات لم تزل تستورد من الخارج، ولكن مع توجه الحكومة لدعم الابتكار نأمل بتصنيع الروبوتات محلياً، ونحتاج من أجل ذلك إلى تطوير الكوادر الوطنية بدء من المراحل التعليمية الأولى
مهن المستقبل
الدكتور حازم إبراهيم / مستشار موارد بشرية ‏
من المهم الإشارة إلى أنه بالتزامن مع تلاشي الكثير من المهن، تستحدث وظائف جديدة تواكب المجالات المبتكرة، فمثلا مع التحوّل نحو الصحف الإلكترونية خلقت وظائف جديدة متعلّقة بالإعلانات الإلكترونية، التي تعمل أوتوماتيكياً بمجرّد اللمس على عنوان الخبر والفيديو، فأصبح هناك عمل لمن يضعون تلك الإعلانات ولمن يقيسون ترددات المشاهدة، ولمن يحلل هذه المعلومات، لمواءمة الإعلانات بحسب توجهات القارئ، وبفضل التكنولوجيا أيضا، ازدهرت مهن جديدة منها مثلا مبرمجي التطبيقات الهاتفية ومديري الأمن الإلكتروني ومطوّري الحوسبة السحابية.

وأكد حازم إبراهيم أن الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي المتسارع، هما العامل الأبرز في تغيير طبيعة الأعمال مستقبلا، وهذا يتطلب تغيير الجهات ذات العلاقة لطريقة التعليم والتدريب للأجيال الجديدة، اعتمادا على التعلم الذاتي المستمر، بحيث يرسخ في أذهان الطلبة الصغار أنهم من يتحملون الجزء الأهم من تطوير أنفسهم في المجالات التي يرغبون العمل بها مستقبلا، عبر التعلم التفاعلي عن بعد عبر الانترنت، وأيضا بحضور ورش عمل ودورات تدريب مناسبة، لأن سرعة التطور التقني وظهور اختراع كل 5 إلى 7 سنوات يجعل من الصعب بل المستحيل على الجهات المعنية إقامة مؤسسات وتدريب على أجهزة ستختفي ويظهر غيرها بعد بضع سنوات..