الخميس، 1 سبتمبر 2016

ميثاء الحبسي:برنامج "اصرف صح"‏ ‎ ‎تصحيح‎ ‎لمفهوم ثقافة الاستثمار الاجتماعي ومحو للأمية المالية ‏



حوار:فوزية عزاب

نُشِر في مجلة:"عين الإمارات"

أطلقت مؤسسة الإمارات برنامج "اصرف صح" في العام 2012  الذي يعدّ إحدى مبادرات المؤسسة  ‏ كبرنامج وطني لتعزيز محو الأمية المالية بين الشباب الإماراتي وخلق حلول نظامية تهدف الى تثقيف و تمكين الشباب بالمعرفة و الأدوات اللازمة لإدارة مواردهم المالية بشكل فعال و معالجة قضايا الشباب المتعلقة بالتحديات التي تواجههم في ما يخص إدارة شؤونهم المالية الشخصية، وتجنب الديون المفرطة.
 وللتعرف أكثر على هذا البرنامج، كان لنا الحوار التالي مع ميثاء الحبسي  نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات.

إلى أي حد حقق  برنامج "اصرف صح" أهدافه المسطرة  منذ انطلاقه، وكيف تم ذلك؟

منذ إنطلاق برنامج إصرف صح، نجح البرنامج في دمج فئة كبيرة من الشباب والزوار من خلال مشاريعه المتنوعة. كما أن من أولويات مؤسسة الإمارات توسيع نطاق البرنامج ليكون قادراً على الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة مستهدفة ما بين 15-35 سنة، من المواطنين والمقيمين، وإعدادهم للنجاح في مكان العمل.


هل قمتم بحملات للتعريف بهذا البرنامج؟ وكيف كان تجاوب الشباب معكم؟

يقوم نهج المؤسسة على أساس مفهوم الاستثمار الاجتماعي من خلال برامج  توعية طويلة الأمد تساهم في إحداث تأثير اجتماعي مستدام. وفي ظل الظروف الاقتصادية السائدة حالياً تتعاظم الحاجة إلى نشر الوعي المالي الذي يشكل أحد العناصر الهامة لتحقيق اقتصاد معرفي متنوع مرن تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات بما يضمن الازدهار بعيد المدى طبقاً لرؤية الإمارات 2021.

حملاتنا التعريفية بالبرنامج مستمرة على مدار العام وفي شتى ومختلف أنحاء دولة الإمارات وهذا ما يتجلى واضحاً من خلال مشاريع برنامج " إصرف صح " و منها على سبيل المثال :
"حافلة إصرف صح" : حيث قامت المؤسسة بتخصيص حافلة متنقلة تم تزويدها بالأدوات والمحتويات المتعددة الوسائط للمساعدة في تعليم الإدارة والثقافة المالية الشخصية، وتشتمل الحافلة على الألعاب الإلكترونية والتطبيقات وغيرها من المحتويات الأخرى.
هذا المشروع يوفر مساحة للدورات التدريبية وورشات العمل ضمن إطار متنقل حيث تتجول الحافلة في كافة أرجاء إمارات الدولة، وتعمل من خلال هذه الجولات على إشراك ودمج الشباب في أنشطتها في المدارس والجامعات و المراكز المجتمعية ومراكز التسوق.
بالإضافة إلى ذلك فنحن نقوم بتنظيم عدد من  ورش عمل التمويل الشخصي نتستهدف  من خلالها طلاب وطالبات الكليات والجامعات.  وتتضمن أنشطة تفاعلية يتم فيها تسليط الضوء على المواضيع الأساسية للتعليم المالي، الإدخار والإنفاق والميزانية والقروض والإستثمار بالإضافة إلى التسوق الذكي.
بالإضافة إلى ورش عمل للشباب من ذوي الإحتياجات الخاصة التي من خلالها نركز على أهمية الإدخار وكيفية القيام بذلك في جومن المرح والأنشطة الممتعة.


يتخبط مجموعة من الشباب  في ديون يعجزون عن سدادها، هل لديكم برنامج خاص بهذا الجانب ضمن مشروع "اصرف صح"؟

السبب الرئيسي بداية يعود إلى قلة وعي فئة الشباب بتدبير أمورهم المالية، إضافة إلى قلة خبرتهم بالتعاملات الحسابية ، ناهيك عن عدم إكتراثهم للأخذ بمشورة من حولهم من أصحاب الخبرة والاختصاص، في بعض الأحيان نجد بأن القروض البنكية لا تصرف في مكانها الصحيح بالطريقة الصحيحة ومن هنا تبدأ المشكلة الأكبر خاصة عندما تكون هذه القروض لغايات الإستثمار في سوق العمل و افتقاد اصحابها الخبرة الكافية، هنا نجد بأن المشاكل تتراكم تباعاً.
لا يمكننا أن نمنع الشباب من الإقتراض أو أن نمنع البنوك من تقديم العروض، خاصةً وأن سياسة البنوك تعتمد على الربحية وهذا أمر طبيعي في مجال سوق الأعمال، ولكن يمكننا أن ندرب الشباب على كيفية إستغلال هذه القروض ليكونوا قادرين على سداداها بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، وهنا نعود للحديث عن أهمية البرامج التي تتبناها مؤسسة الإمارات في مجال محو الأمية المالية التي بالفعل أصبحت مشكلة حقيقية هذه الأيام.
قمتم العام الماضي بتأسيس "نادي شباب اصرف صح" هل هو امتداد للبرنامج ؟
مؤخراً قمنا بإطلاق نادي شباب إصرف صح، والذي يهدف إلى تزويد أكثر من 100 شاب وشابة من الإماراتيين بالمهارات والمعارف اللازمة، التي تؤهلهم للإسهام في نشر ثقافة الإدارة المالية الشخصية، وتعزيزها لدى أقرانهم الشباب في دولة الإمارات، مما يساهم في ضمان مستقبل مالي أكثر إشراقاً وإستقراراً لشباب ومجتمع دولة الإمارات بشكل عام. وهو بكل تأكيد جزء لا يتجزأ من مبادرات برنامج إصرف صح بل هي مبادرة رئيسية من خلالها نقوم بتدريب الشباب من قبل خبراء ومختصين في القطاع المالي. والإنضمام لهذا النادي يتم من خلال تقديم طلبات العضوية له ومن تنطبق عليه الشروط يمكنه الإنضمام ليصبح عضواً فاعلاً فيه، و لكن بعد أن يخضعوا لدورات تدريبية وجلسات إرشادية مدتها ثلاثة أشهر تأهلهم لكي يصبحوا خبراء ماليين. وسيسهم النادي في معالجة إحدى التحديات الكبيرة التي نواجهها.

 من هم  الشركاء الإستراتيجيون الذين  تعملون معهم لتغيير مفهوم الثقافة المالية للشباب؟
هناك حاجة ملحة اليوم لإيجاد نهج وطني واضح من أجل محو الأمية المالية ودمجه في المجتمع كعنصر أساسي. لذلك لدينا في مؤسسة الإمارات عدد من الشركاء الذين يمثلون القطاعين العام والخاص من أجل القضاء على المشكلة وضمان إيجاد حلول للأسباب الجذرية بشكل دائم. 
و من أهم الشراكات تلك التي أبرمناها مع وزارة التربية والتعليم والتي نعمل من خلالها على تضمين موضوعات الإدارة المالية الشخصية في المناهج الدراسية الوطنية وجعلها مساقاً إلزامياً في جميع مدارس الدولة. بالإضافة إلى ذلك قمنا بإبرام شركات مع القطاع المالي، ممثلا في البنوك وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة وتوفير المعلومات والإرشادات اللازمة في العديد من المجالات المالية التي تحظى باهتمام خاص بين أوساط الشباب، مثل كيفية إدارة شؤونهم المالية بطرق أكثر فاعلية وأهمية وجدوى الادخار والتنبيه إلى أهمية وضع الموازنات بطريقة تجنبهم الديون غير الضرورية والابتعاد عن الأنماط الاستهلاكية الخاطئة بغرض الإسهام في إحداث تأثير اجتماعي مستدام في حياتهم.

ماهي تطلعات مؤسسة الإمارات المستقبلية  لتوسيع نطاق عمل "برنامج اصرف صح"؟ 

حظي  برنامج " إصرف صح " مؤخرا بدعم كبيرمن قبل الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان التي تبنت قضية محو الأمية المالية لدى الشباب الإماراتي. ويأتي هذا الدعم في وقت إستراتيجي حيث نعمل جاهدين حالياً على تطوير برنامج " إصرف صح" من خلال مشاريعه و مبادراته التي نجوب من خلالها أنحاء الدولة باحثين عن عن فئتنا المستهدفة ، إنه عمل شاق وبحاجة إلى جهد كبير.  الرعاية الكريمة للشيخة شما تعكس فهمها العميق للتحديات التي يواجهها شباب اليوم وضرورية دعم المؤسسة من أجل توسيع نطاق هذا البرنامج و حملاته التوعوية  والذي من الممكن تطبيقه على الصعيد الإقليمي والدولي، ليشكل مثالاً حياً لتحقيق الرؤية المستقبلية لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة.