حوار :فوزية عزاب
نشر في مجلة "عين الإمارات" نوفمبر 2017
لقبت بأيقونة السينما الإماراتية لكونها حائزة على العديد من الجوائز
كمخرجة أفلام و كاتبة سيناريو و منتجة. كما أنها الرئيس التنفيذي لشركة -
"دي-سيفن للإنتاج السينمائي" سابقاً - وهي أيضا مؤسسة
"المشهد"، أول نادي للسينما في دبي. فعلى مر السنين، ساعد تفانيها في
تطوير صناعة السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة، و مساهمتها في تأييد و تمكين
المرأة في العالم السينمائي.
في طفولتها كانت تعشق مشاهدة
الأفلام الهندية إلى أن كبرت وكبر شغف السينما معها. بعد حصولها على بكالوريوس في
الإعلام من كلية دبي للطالبات، سرعان ما أدركت أن مهنتها الحقيقية كانت في الفن
السابع (السينما). فالتحقت بجامعة رييرسون (كندا)، و حصلت على بكالوريوس في صناعة الأفلام
و الإخراج في عام 2005.
إنها المخرجة
الإماراتية نايلة الخاجة التي تنقلنا عبر
سيناريو يحكي تجربتها في مجال السينما والإخراج من خلال الحوار التالي:
كيف جاء دخولك عالم السينما وماهي
مجمل الأعمال السينمائية التي قمت بإخراجها وتم تتويجك بجوائز عنها؟
من اليوم الذي بدأت أشاهد فيه الأفلام في صغري أحببتها حيث كنت أتسلل
إلى مكتبة والدي لاختيار ما أريد من بين مجموعة افلامه الواسعة. وعلى عكس الأطفال الآخرين،
لم أكن أشاهد الكارتون، بل أهوى مشاهدة الأفلام العربية القديمة وروائع هولييود.وكبر
الشغف معي وأدركت فيما بعد أنها المهنة التي اريدها وبشدة. ودخلت فعلياً عالم الإخراج في سنّ الـ21،
حين تطوعت للعمل على فيلم وثائقي وأغرمت بمجال صناعة الأفلام.
انطلقت رحلة عملي السينمائي منذ عام 2006، كتبت و أخرجت أول فيلم
قصير لي باسم "عربانة"، حول الاعتداء على الأطفال، الذي عرض في مهرجان
دبي السينمائي الدولي 2007، وحصلت بفضله على جائزة أفضل مخرج إماراتي. كما كتبت
وأصدرت ثلاثة أفلام قصيرة أخرى: "مرة" – Once 2009 و فيلم "ملل"
2010 و فيلم "الجارة –The Neighbor" 2013.
و قد حصل فيلم "ملل" على جائزة "المهر الإماراتي" في مهرجان
دبي السينمائي الدولي لعام 2010، وحصل فيلم "الجارة - The Neighbor" على جائزة أفضل
فيلم إماراتي في مهرجان أبوظبي السينمائي لعام 2014. وحتى الآن، شاركت أفلامي في
أكثر من 42 مهرجانا حول العالم.
لامست أعمالك مجموعة من القضايا
الاجتماعية، فإلى أي حد يمكن للمخرج السينمائي أن يكون أداة لإصلاح المجتمع؟
السينما سلاح قوي خصوصا أنه خلال شاشة واحدة تستطيع أن تؤثر على
مجموعة أو شريحة كبيرة من المجتمع. ولامست هذا الشيء بعد فيلمي الأول عربانة الذي
ناقش موضوع تحرش الأطفال. ردود الفعل الهمتني لأكمل مسيرتي في الإخراج دون توقف.
كما ناقشت سلوكيات الفتاة المراهقة في حياتها في فيلمي الثاني “ذات مرة”،
وفي عرضه السينمائي الأول كان من بين المشاهدين رجال ونساء، وفي نهاية الفيلم أثنى
الجميع على العمل من كلا الطرفين، حيث شكرني الملتزمون لكون استطعت إظهار المآل المظلم
للفتاة غير الملتزمة للجميع، وفي الوقت قدمت بالفيلم معنى أن الحب نعمة وليس نقمة وأنه
ينتمي إلى فئة المشاعر الإنسانية السامية، ولكن يسيء إليه البعض بتصرفاتهم الطائشة
وغير المنضبطة.
هل غيرت السينما الإماراتية من نظرة
المجتمع للمرأة خاصة وأنك واجهت بعض المشاكل في بداية
مشوارك المهني كامرأة ؟
نعم.. الآن الامارات انجازاتها لا تقتصر على الرجال بل النساء لهم تأثير
قوي وملحوظ. المرأة أصبحت أساس المجتمع مع الرجل وفي بداياتي كان مجال السينما
مقتصر على الرجال لذا واجهت بعض الصعوبات فبعد تأسيسي لشركة انتاج، واجهت بعض التمييز وتفاجأت
من بعض الشركات التي لم يرق لها تسليم إدارة مشاريعها لامرأة، بغض النظر عن كفاءتها،
مفضلين التعامل مع رجال أقل خبرة. وقد خاب ظني أيضاً من تعليقات بعض النساء المهينة،
حيث قيل لي مرّة “لا بأس بعملك الإخراجيّ، نظراً إلى كونك امرأة”. ولكن بعد ان بدأت
العمل على تطوير إمكانياتي المهنية لاحظت بأن الأبواب تنفتح بالتدريج.
كيف استطاع فيلم "ملل" أن
يشكل نقطة تحول في مجال صناعة الأفلام بالدولة؟
الدعم الذي حصل عليه فيلم ملل أدى إلى انتاجه بشكل متكامل. خصوصا لأنه
تم التصوير في الهند ومع فريق عمل كبير جدا وفكرته كانت جديدة نوعا ما على المجتمع
المحلي خصوصا كونه يناقش العلاقات الزوجية التي تبدأ وتمر بمرحلة ال.. "ملل"..
ماهي أبرز التحديات التي تواجه صناعة
السينما الإمارتية حاليا؟وهل هناك جهود مبذولة لتطويرها أو دعم المواهب الإماراتية
الشابة؟
أبرز التحديات حاليا هو التمويل القوي والدعم. لدينا كمية ممتازة من
المخرجين ،المخرجات الجاهزين للعطاء ولكنهم ينتظرون الدعم الكافي لينجزوا والسينما
مجال واسع وصعب جدا وتحتاج لشخص جيد ويعرف كيف يثبت نفسه ويثبت الفيلم الذي يعمل
عليه. من جهتي أبذل كل ما في جهدي لدعم السينما المحلية والانتاج المحلي من خلال
وسائل متعددة منها برنامج "صنع في الإمارات"ومن خلال نادي المشهد الذي أعرض
فيه فيلمين تم انتاجهم في الامارات شهريا ويستطيع الجمهور الحضور بالمجان. وهذا
لدعم الشباب والانتاجات المحلية.
حصلت على مجموعة من الألقاب ومنها
سفيرة العلامة التجارية "كانون الشرق الأوسط"، ماذا أضاف لك ذلك؟
تعاوني مع كانون أثبت لي ثقتهم بي وبعملي كإمراة مجتهدة، ودعمهم
المتواصل لي يحمسني أن أعمل اكثر وأحقق إنجازات لنفسي ولوطني ولشركات مبدعة مثل
كانون. حيث اخترت في عام 2012 إلى جانب مشاهير
عالميين أمثال جان رينو وأميتاب باتشان ومونيكا بيلوتشي للمشاركة بجلسة تصوير خاصة
لإطلاق الأستوديو المؤقت لـ”هاركورت باريس″ في دولة الإمارات، ويتميز الأستوديو الفرنسي
العريق بمجموعة صوره بالأبيض والأسود لمشاهير ونجوم السينما منذ تأسيسه في باريس عام
1934 على يد كوزيت هاركورت بالتعاون مع الإخوة لاكروا الرائدين في المجال الإعلامي
وروبرت ريتشي نجل الشهيرة نينا ريتشي.
وحصلت خلال مسيرتي المهنية أيضا على العديد من الألقاب، ليس فقط في مجال
السينما، ففي العام 2005 نلت ثلاثة ألقاب هي “المرأة الإماراتية لهذا العام” و”الفنان
الوطني” من مجلة الإمارات للمرأة، ولقب “أصغر سيدة أعمال” من حفل توزيع جوائز قمة سيدات
الأعمال والقيادات العالمية الذي أقيم في دبي.
وفي العام 2006 فزت بجائزة القيادة الملهمة من “لويدز بانك”، كما اخترت
ضمن قائمة أفضل 50 امرأة عربية عام 2012، وضمن 100 شخصية من أقوى العرب تحت سن الأربعين
عام 2015.
ماهي آخر أعمالك ومشاريعك المستقبلية
؟
أعمل حاليا على إنجاز فيلمي الروائي الطويل الأول "حيوان" حيث يعد امتدادا لفيلمي القصير “حيوان” الذي قدمته
العام الماضي على 14 دقيقة و تركت فيه المساحة الأكبر لقوة التمثيل وابتعدت عن الحوار
ليبدو الفيلم أكثر قرباً من مشاهد السينما الصامتة وهو الأسلوب الذي أتميز به.