مهنة جديدة
بدأت تشكل ظاهرة ملفتة..ٍهي اتجاه الكثيرمن فتيات الإمارات الشابات إلى تصميم
الأزياء..وربما يبدو هذا أمر اعتياديا للوهلة الأولى ولكن عندما نلمس مدى تشبت
الفتاة الإماراتية بزيها التقليدي المتمثل
في العباءة..لابد من أن نتساءل كيف يتم التوفيق بين هذين الأمرين؟ .. وهل للعباءة
القدرة على مواكبة العصر؟..وماهي ردور الفعل الاجتماعية للتطورات التي بدأت تطرأ
على العباءة؟ وكيف يمكن لمصممة الأزياء الإماراتية الانطلاق نحو آفاق العالمية؟ وهل يمكن الاكتفاء
بموهبة التصميم في الأزياء دون الحاجة إلى دراسة أم لا؟
لكل مقام عباءة
نورية أحمد - مُدَرِّسة
تتعدد أنواع العباءات
بحسب حاجات المرأة؛ فهناك العباءة العملية، وعباءة الاستقبال، وعباءة المناسبات المرصعة
بالكريستال والمطرزة، والتي جعلت من الصعب على المرأة الخليجية أن تعدل عن العباءة
وتتجه إلى الأزياء الحديثة.
وباختلاف
الأشكال والأنواع سواء تلك المرتبطة بالعباءة أو بمجال الأزياء بشكل عام أصبحنا
نختار ازياءنا بعناية شديدة حتى وإن كنا نرتدي قوقها العباءة..والتي بدورها يجب أن
تكون متناسقة مع الزي الذي نرتديه مع الأخذ بعين الاعتبار الزمان والمكان. وهذا
يدل على مدى رقي الفتاة الإماراتية واهتمامها بالموضة.
مهنة من لا مهنة له
فاطمة عبد الله - موظفة
تتباهى المرأة الخليجية بأنواع العباءات
وألوانها، وتُقبل على شرائها لجمالها ولأنها تظهر مرتديتها بأجمل وأرقى حلة. الأمر نفسه ينطبق على أزياء المناسبات.. إلا
أنني أعتقد أن مجال تصميم الأزياء بوجه عام والعبايات بشكل خاص أصبح موطأ قدم لكل
من هب ودب ..فكل من لا تجد شيئا تقوم به تفتح محلا وتعرض عبايات وفساتين سهرة
اشترتها من مكان ما وتطلق على نفسها لقب مصممة أزياء.. وهذا الأمر يجعلنا في حيرة
من معرفة من هي المصممة الحقيقية من المدعية.
التقليد يقتل الإبداع
عائشة محمد – مصممة أزياء
سرقة الأفكار مع تغيير بعض التفاصيل هي أكبر عائقٍ
تعاني منه كل المصممات الإماراتيات.
لأنها وببساطة تقتل الإبداع والتجديد..
ولكن المصممين بالخارج دائما ما يلاحظون الابتكار الواضح بالتصاميم المقدمة، ولهذا
يجب تركيز أغلب مصممينا على ابتكار كل ما هو جديد وصناعة الموضة لا تقليدَها، للاحتفاظ
بالهوية الخليجية والطابع الخاص، ويجب عدم إغفال الجهل بجوانب كثيرة كتلك المتعلقة
بالتقنية، ومن المَحمود الآن أن "التكنيك" أثناء التصميم وتقديم القطع للعرض
قد تطور كثيرا عن السابق.
ولا ننسى أن الإمارات تُتُمتع بقوةٍ شرائيةٍ
عالية، وإرثٍ حضاري يجب استغلاله في التصميم، ومن الملاحظ أن الحس الفني لدى المرأة
الإمارتية عال جدا وتتمتع بالذوق الرفيع واختيار الأفضل ووعيها بخطوط الموضة الحالية
ولهذا فإنها تستحق مصمما يسعى دائما للتعلم المستمر تلبيةً لاحتياجاتها الذوقية ويوازي
ما تُقدمه دور الأزياء بالخارج.
البقاء للمتميز
عزيزة العلي – مصممة أزياء
رغم كل السرقات الأدبية التي تتعرض لها التصاميم
المبتكرة ..في النهاية البقاء للمتميز. وليس كل صاحب دار تصميم فهو مصمم بالفعل.
كما أن المرأة الإماراتية ذكيةٌ جدا في ما يخص أناقتها وفي اختيار ما يناسبها،
فلذلك تجدينها تبحث ليس عن إسم المصمم بقدر ما تبحث عن الجودة والرقي فلهذا أجد أن
مجال التصميم يلقى حرصا واهتماما داخل الدولة.
كما أن المرأة الإماراتية في مجال
التصاميم أبهرت العالم في وصولها وتسجيل اسمها في أكثر من دولة وأتمنى لها المزيد من
التفوق لأن كل من قطعت أشواطاً ووصلت بجهدٍ تُعد مدرسة للتي تليها وأنا شخصياً أحب أن أستفيد من الآخرين حتى أصل للمستوى
الذي استحقه.
الموهبة لاتكفي
غادة الرويني-
مصممة ومدرسة تصميم الأزياء
من خلال دراستي أيقنت أنه لابد من صقل
موهبة التصميم بالدراسة والتخصص..ويجب على المصممة أن تكون على درايةٍ تامة بكل ما
يخص تصميم الأزياء من الإعداد حتى تنفيذ، وفي نفس الوقت يستحسن أن يتم المزج بين
الموهبة والدراسة لأن أحيانا الموهبة لا تكفي بأن تجعل من المصممة على درجةٍ عاليةٍ
من الإبداع في الاختيارات والتصاميم.لأن هذا الأخير يتلخص في الذوق الرفيع وحسن
الاختيار.
نحو العالمية
مريم مشربك –
مصممة عباءات
لقد تخطت العباءة
الخليجية بمختلف أنواعها حدودها الجغرافية وانتقلت إلى عواصم الموضة العالمية، مثل
باريس ولندن. وذلك بعد تصميم عباءات ملونة بتصاميم خبراء أزياء عالميين لتفسح المجال
أمام الشابات والسيدات للتعبيرعن شخصيتهن بعباءاتهن.
وقد استلهم كبار المصممين الغربيين خطوطهم
وتصميماتهم من سحر العباءة العربية فقد استضاف مؤخرًا فندق شهير في باريس عرضاً لآخر
صيحات العباءات السوداء، ولكن هذه المرة لم يكن من تصميم مصممين عرب وخليجيين، بل بتوقيعات
مصممين عالميين أمثال جاليانو ونينا ريتشي وكارولينا هيريرا. وقد وصف تقرير لوكالة
الصحافة الفرنسية العرض بأنه عرض مدهش ، فقد جاءت فكرة المعرض بعد أن لاحظت المصممة
اللبنانية دانيا ترحيني أن النساء الخليجيات يرتدين ملابس موقعة من كبار مصممي الأزياء،
من هنا أتت الفكرة لهذه المصممة بأن تطلب من عشرين مصمماً ابتكار عباءات يرتدينها النساء
بفرح. وقد زاوجت بعض قطع هذه المجموعة المرصعة بالأحجار الكريمة أو البراقة أو المزينة
بورود جلدية، بين التقليد والفخامة والأناقة.
جمال..و بساطة
أم هند – صاحبة محل أزياء
رغم التصاميم الحديثة،
حافظت العباءة على مظهر الحشمة والوقار مع مراعاة الموضة وأن تكون ملائمة للحرارة في
معظم شهور السنة، وخاصة في فصل الصيف.
ويرى البعض في
العباءة الخليجية لوحة متحركة تعبرعن شخصية مرتديتها ورغبتها في التميز أو لفت الانتباه
إلى أناقتها. حتى بات البعض يشبهها أحيانا بلوحة فنية لما تحتويه من زخرفات وألوان
ونقوش كقطعة فسيفساء.
رغم تنوع التصاميم
ودخول الألوان الزاهية في التصاميم مؤخراً، يبقى اللون الأسود اللون الأكثر حضوراً
والذي يستهوي السيدة الخليجية. فالمناسبة الرسمية لا يمكن أن تكون إلا بعباءة سوداء
اللون.
تألق إماراتي مستمر
نورة الرميثي/خبيرة تصميم الأزياء
شهدت الفترة الأخيرة خروج عديد من المبدعات
الإماراتيات الحقيقيات، تفوقن في معارض وعروض
الأزياء والدليل على ذلك فقد أعلنت "مجموعة
دبي للجودة " أسماء الفائزات بـ" جائزة الإمارات للسيدات " ، في دورتها السنوية الثامنة، لتكريم الإنجازات التي
حققتها سيدات الأعمال والمهنيات على صعيد الاهتمام بالأعمال والمشاريع التجارية .
ومن الشخصيات التي أعجبتني وتأثرت بها
المصممتين ريم وهند بالجافلة فأنا من أشد المعجبين بهما لاجتهادهما وتعاونهم ليس فقط
كأختين بل كشركاء عمل وأصدقاء يجمع بينهما الحب والإبداع والذوق الرفيع .
وفي مجالات أخرى ظهرت الإمارتيات بإبداعاتهن في تصميم
الجلابيات المنزلية وجلابيات ذات الكريستال الباهظ الثمن التي تلبس لحفلات الخطوبة
والكثير الذي لا استطيع حصره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق