في الأيام القليلة التي سبقت حلول شهر الصيام، تنافست جل القنوات العربية علة القيام بحملات إعلانية للبرامج التي ستميز شبكتها في شهر رمضان، تنافست قناة (إم.بي.سي، وقناة أبو ظبي و باقة قنوات أ.إر. تي...والفضائيات المصرية) كل واحدة أعطت للمشاهد صورة عن نوعية المسلسلات والأفلام التي سيستمتع بها المشاهد طيلة 30 يوما.
القناتين المغربيتين الأولى والثانية سارتا على نفس النهج، فظل المشاهد المغربي ينتظر ماذا ستكون المفاجأة هذا العام ؟ ما الجديد؟ وهل ستعود ريمة لعادتها الدائمة؟ "كنت أتوقع أن يرقى مستوى البرامح المغربية على القناتين إلى ما هو أحسن من السنوات الماضية، لكني تفاجأت بهذا المستوى الخجول". بهذه العبارات تحدثت فاطمة وهي طالبة جامعية، كانت كباقي المغاربة تنتظر فرجة بمستوى جيد إلا أن القناتين المغربيتين عودتانا كل سنة على الرداءة، رداءة تفنن في نقلها لنا وككل رمضان وجوه أبكت المشاهد أكثر مما أضحكته فحلت به لعنة مشاهدة الضحك على الدقون." ماعرفتش شنو لي كيعجبهم فهادوك الممثلين ماكيضحكونا ما والو غير كيضحكو علينا" لم تتوان فريدة عن إبداء امتعاضها مما تشاهده يوميا مع موعد اللإفطار من سيتكومات "باسلة" تفقدنا الشهية ونخن في أمس الحاجة إلى الأكل بعد يوم طويل من الصيام كنا نأمل أن يكون ختامه مسك.
"السيتكوم" المغربي "كيف داك العام كيف هاد العام"
«السيتكوم» نوعية من المسلسلات وهي أيضا اختصار لتعبير "موقف كوميدي" بالانجليزية وقد بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية بالراديو وتحديداً في راديو شيكاغو ومع النجاح الكبير الذي حققه السيتكوم، كان من الطبيعي أن ينتقل إلى شاشة التلفزيون في عام 1947 وبالتحديد في شبكة تليفزيون" ديمونت".
وبمرور الوقت تعددت هذه المسلسلات الكوميدية التي لعب أغلبها علي فكرة العلاقة بين الرجل والمرأة الأمر الذي جعل البعض ينظر إليها باعتبارها مرآة تعكس التطور الاجتماعي والتغيير في علاقات الأزواج فإذا أردت التعرف على شكل الحياة في الولايات المتحدة، عليك متابعة مسلسلات السيتكوم.
التجربة الأمريكية إذن انطلقت منذ سنة 1947 وطورت نفسها مع مرور الوقت وأصبحت في مستوى يقتدى به على الصعيد العالمي.المغرب أيضا وكباقي الدول عاش هذه التجربة وإن كانت حديثة العهد مقارنة مع نظيرتها الأمريكية، لكن وللأسف لم تخلق من نفسها فضاء للتميز، خاصة والمجتمع المغربي الذي تستمد منه سيناريوهاتها يعرف تطورا متزايدا، وبالتالي لم ينجح السيتكوم المغربي من الرقي بالشكل المطلوب، فأصبحنا مجبرين على أن نشاهد كل رمضان "سيتكومات" متشابهة، سواء من حيث الوجوه أو من حيث المواضيع التي تعالجها أو من حيث السيناريوهات المعتمدة. "كون غير بلاما يديرو لينا الإعلان على هادوك السيتكومات، ويكولو لينا غير كيف داك العام كيف هاد العام ويهنيوا راسهم" يقول عصام 35 سنة موظف، بلغة تجمع بين الأسف وفقدان الأمل.فلم يفلح لا سيتكوم "يوم يشبه يوم" ولا مبارك ومسعود ولا حتى "سير حتى تجي" في جزءه الثالث، في إعطاء تلك الفرجة الممزوجة بخفة الدم المغربية الهادفة.
فملايين السينتيمات تخصص لإنتاج السيتكوم المغربي من دون نتيجة تذكر، فقد تم تخصيص مائة وخمسين مليون سنتيم لإنتاج سيتكوم "مبارك ومسعود".
من جهته اعتبر يحيى اليحياوي الباحث في قضايا الإعلام والاتصال في تصريح لإحدى الجرائد الوطنية أن هذه الوضعية مردها إلى أمرين: "إما أن هذه المواد (السيتكومات تحديدا) هي بمثابة هبة لأشخاص محددين كائنة ما تكن مضامين ما يعرضون. وأنا أزعم أن ثمة لوبيات ومصالح هي التي تتحكم في العملية. أو أن المعايير الجمالية والفنية لا تعتمد في الاختيار. وأزعم بهذه النقطة أيضا أن معيار الزبونية والمحسوبية هو المتحكم بالبداية وبالنهاية".
ويبدو أن هؤلاء المنتجين لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن ممثلين جدد والساحة الفنية تعج بهم،
وجوه ألفناها كل سنة حتى أصبحنا نضن أن الفكاهة المغربية أصابها العقم فلم تعد قادرة على إعطاء وجوه جديدة.فأين حسن الفذ الذي تميز بشكل كبير من خلال "شانيلي تي في"، وأين آخرون لم تعطى لهم الفرصة ليخلقوا التميز."باراكا علينا من الخياري وفهيد والجم... راهم طلعو لينا فراسنا، بغينا الجديد" يقول السي عبد الرحمان عجوز حفرت السنين في وجهه أخاديد تعكس طول تجربته ومعرفته بالمجال الفني والوجوه التي تسبح في فضائه.
وفي تصريح له يرى الناقد الفني محمد جبراوي أن المشكلة تتلخص في كون برامج التلفزيون المغربية لا يتم إنتاجها إلا نادرا وقال موضحا "في المغرب لا ينتجون سوى برامج التلفزيون لرمضان ويترك الفنانون بقية السنة دون عمل. ولا يطلب منهما تقديم خدماتهم سوى في اللحظات الأخيرة وهذا يعني الارتجال بحيث لا يتسع لديهم ما يكفي من الوقت للاستعداد".
وأضاف "العديد من الفنانين الكوميديين يقبلون عروضا رديئة حتى تسنح لهم فرصة الظهور في التلفزيون نظرا لندرة الفرص ومن الطبيعي أن يقدموا أداء لا يلبي تطلعات المشاهد".
"حوتة وحدة كتخنز شواري"
ولشدة امتعاض المشاهد المغربي وملله من الرداءة على مستوى الكوميديا التي هو في أمس الحاجة إليها في ظل المشاكل التي يعج بها المجتمع، لم يعد قادرا على قول كلمة حق بخصوص باقي الإنتاجات المغربية في القناتين الأولى والثانية، بحيث ظهرت بعض الأعمال في المستوى مقارنة مع العام الماضي كالسلسلة البوليسية "القضية"و" البعد الآخر" ومسلسل "رمانة وبرطال" والجزء الثاني من المسلسل المغربي "أبرياء" وكاميرا النجوم أيضا. إلا أن ضعف مستوى بعض الأعمال التلفزية حجب على المشاهد نجاح البعض الآخر ليضع الكل في خانة واحدة "بكثرة ماكانشوفو مور لفطور غير التخربيق كل عام مابقاوش كيبانو لينا باقي الأعمال الفنية اللي فيها مايتشاف" يضيف السي عبد الرحمان ضاحكا...
"الله يجيب اللي يفهمنا"
من الطبيعي أن يكون النقد والنقد البناء خاصة عاملا أساسيا في تغيير الواقع من سيء إلى حسن تم إلى أحسن ، إلا أن الإنتاجات التلفزيونية المغربية وخاصة "السيتكوم" تأبى إلا أن تأخذ على عاتقها التطور والتحسن رغم السيل الموجه لها من الانتقادات على صفحات جل الجرائد الوطنية، وتأبى إلى أن تستمر في إنتاج "الرداءة" ولا شيء سواها، عام تلوى الآخر، ورمضان تلوى رمضان. لتجد نفسك أمام نفس الانتقادات والاقتراحات لأشكال جديدة من المواضيع. لكن يعجبك بعض هؤلاء الفنانين الذين ينقلون لنا يوميا أسلوبهم في الضحك الّذي أصبح متجاوزا، تجدهم يطلون في خرجاتهم الإعلامية كرد على هذه الانتقادات ويقولون "الحمد لله نحن نحاول دائما أن نستفيد من أخطائنا ونصححها في الأعمال القادمة فهذه الانتقادات لن تحبطنا بل ستزبد من عزيمتنا للاجتهاد وتقديم ماهو أحسن".
المشاهد المغربي سئم هذه التصريحات المستنسخة، ويريد أعمالا فنية تأخذ بعين الاعتبار انتقادات الصحافة وآراء النقاد، كما تعبر عن ذلك لطيفة وهي أستاذة جامعية مستطردة " نحن على مشارف نهاية شهر رمضان، نريد أن يصيبكم الإحباط حتى تبتعدوا عن ساحتنا وتفسحوا المجال لتقديم الجديد العام القادم أو تبحثوا عن طرق جديدة لخلق الفرجة الهادفة".
القناتين المغربيتين الأولى والثانية سارتا على نفس النهج، فظل المشاهد المغربي ينتظر ماذا ستكون المفاجأة هذا العام ؟ ما الجديد؟ وهل ستعود ريمة لعادتها الدائمة؟ "كنت أتوقع أن يرقى مستوى البرامح المغربية على القناتين إلى ما هو أحسن من السنوات الماضية، لكني تفاجأت بهذا المستوى الخجول". بهذه العبارات تحدثت فاطمة وهي طالبة جامعية، كانت كباقي المغاربة تنتظر فرجة بمستوى جيد إلا أن القناتين المغربيتين عودتانا كل سنة على الرداءة، رداءة تفنن في نقلها لنا وككل رمضان وجوه أبكت المشاهد أكثر مما أضحكته فحلت به لعنة مشاهدة الضحك على الدقون." ماعرفتش شنو لي كيعجبهم فهادوك الممثلين ماكيضحكونا ما والو غير كيضحكو علينا" لم تتوان فريدة عن إبداء امتعاضها مما تشاهده يوميا مع موعد اللإفطار من سيتكومات "باسلة" تفقدنا الشهية ونخن في أمس الحاجة إلى الأكل بعد يوم طويل من الصيام كنا نأمل أن يكون ختامه مسك.
"السيتكوم" المغربي "كيف داك العام كيف هاد العام"
«السيتكوم» نوعية من المسلسلات وهي أيضا اختصار لتعبير "موقف كوميدي" بالانجليزية وقد بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية بالراديو وتحديداً في راديو شيكاغو ومع النجاح الكبير الذي حققه السيتكوم، كان من الطبيعي أن ينتقل إلى شاشة التلفزيون في عام 1947 وبالتحديد في شبكة تليفزيون" ديمونت".
وبمرور الوقت تعددت هذه المسلسلات الكوميدية التي لعب أغلبها علي فكرة العلاقة بين الرجل والمرأة الأمر الذي جعل البعض ينظر إليها باعتبارها مرآة تعكس التطور الاجتماعي والتغيير في علاقات الأزواج فإذا أردت التعرف على شكل الحياة في الولايات المتحدة، عليك متابعة مسلسلات السيتكوم.
التجربة الأمريكية إذن انطلقت منذ سنة 1947 وطورت نفسها مع مرور الوقت وأصبحت في مستوى يقتدى به على الصعيد العالمي.المغرب أيضا وكباقي الدول عاش هذه التجربة وإن كانت حديثة العهد مقارنة مع نظيرتها الأمريكية، لكن وللأسف لم تخلق من نفسها فضاء للتميز، خاصة والمجتمع المغربي الذي تستمد منه سيناريوهاتها يعرف تطورا متزايدا، وبالتالي لم ينجح السيتكوم المغربي من الرقي بالشكل المطلوب، فأصبحنا مجبرين على أن نشاهد كل رمضان "سيتكومات" متشابهة، سواء من حيث الوجوه أو من حيث المواضيع التي تعالجها أو من حيث السيناريوهات المعتمدة. "كون غير بلاما يديرو لينا الإعلان على هادوك السيتكومات، ويكولو لينا غير كيف داك العام كيف هاد العام ويهنيوا راسهم" يقول عصام 35 سنة موظف، بلغة تجمع بين الأسف وفقدان الأمل.فلم يفلح لا سيتكوم "يوم يشبه يوم" ولا مبارك ومسعود ولا حتى "سير حتى تجي" في جزءه الثالث، في إعطاء تلك الفرجة الممزوجة بخفة الدم المغربية الهادفة.
فملايين السينتيمات تخصص لإنتاج السيتكوم المغربي من دون نتيجة تذكر، فقد تم تخصيص مائة وخمسين مليون سنتيم لإنتاج سيتكوم "مبارك ومسعود".
من جهته اعتبر يحيى اليحياوي الباحث في قضايا الإعلام والاتصال في تصريح لإحدى الجرائد الوطنية أن هذه الوضعية مردها إلى أمرين: "إما أن هذه المواد (السيتكومات تحديدا) هي بمثابة هبة لأشخاص محددين كائنة ما تكن مضامين ما يعرضون. وأنا أزعم أن ثمة لوبيات ومصالح هي التي تتحكم في العملية. أو أن المعايير الجمالية والفنية لا تعتمد في الاختيار. وأزعم بهذه النقطة أيضا أن معيار الزبونية والمحسوبية هو المتحكم بالبداية وبالنهاية".
ويبدو أن هؤلاء المنتجين لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن ممثلين جدد والساحة الفنية تعج بهم،
وجوه ألفناها كل سنة حتى أصبحنا نضن أن الفكاهة المغربية أصابها العقم فلم تعد قادرة على إعطاء وجوه جديدة.فأين حسن الفذ الذي تميز بشكل كبير من خلال "شانيلي تي في"، وأين آخرون لم تعطى لهم الفرصة ليخلقوا التميز."باراكا علينا من الخياري وفهيد والجم... راهم طلعو لينا فراسنا، بغينا الجديد" يقول السي عبد الرحمان عجوز حفرت السنين في وجهه أخاديد تعكس طول تجربته ومعرفته بالمجال الفني والوجوه التي تسبح في فضائه.
وفي تصريح له يرى الناقد الفني محمد جبراوي أن المشكلة تتلخص في كون برامج التلفزيون المغربية لا يتم إنتاجها إلا نادرا وقال موضحا "في المغرب لا ينتجون سوى برامج التلفزيون لرمضان ويترك الفنانون بقية السنة دون عمل. ولا يطلب منهما تقديم خدماتهم سوى في اللحظات الأخيرة وهذا يعني الارتجال بحيث لا يتسع لديهم ما يكفي من الوقت للاستعداد".
وأضاف "العديد من الفنانين الكوميديين يقبلون عروضا رديئة حتى تسنح لهم فرصة الظهور في التلفزيون نظرا لندرة الفرص ومن الطبيعي أن يقدموا أداء لا يلبي تطلعات المشاهد".
"حوتة وحدة كتخنز شواري"
ولشدة امتعاض المشاهد المغربي وملله من الرداءة على مستوى الكوميديا التي هو في أمس الحاجة إليها في ظل المشاكل التي يعج بها المجتمع، لم يعد قادرا على قول كلمة حق بخصوص باقي الإنتاجات المغربية في القناتين الأولى والثانية، بحيث ظهرت بعض الأعمال في المستوى مقارنة مع العام الماضي كالسلسلة البوليسية "القضية"و" البعد الآخر" ومسلسل "رمانة وبرطال" والجزء الثاني من المسلسل المغربي "أبرياء" وكاميرا النجوم أيضا. إلا أن ضعف مستوى بعض الأعمال التلفزية حجب على المشاهد نجاح البعض الآخر ليضع الكل في خانة واحدة "بكثرة ماكانشوفو مور لفطور غير التخربيق كل عام مابقاوش كيبانو لينا باقي الأعمال الفنية اللي فيها مايتشاف" يضيف السي عبد الرحمان ضاحكا...
"الله يجيب اللي يفهمنا"
من الطبيعي أن يكون النقد والنقد البناء خاصة عاملا أساسيا في تغيير الواقع من سيء إلى حسن تم إلى أحسن ، إلا أن الإنتاجات التلفزيونية المغربية وخاصة "السيتكوم" تأبى إلا أن تأخذ على عاتقها التطور والتحسن رغم السيل الموجه لها من الانتقادات على صفحات جل الجرائد الوطنية، وتأبى إلى أن تستمر في إنتاج "الرداءة" ولا شيء سواها، عام تلوى الآخر، ورمضان تلوى رمضان. لتجد نفسك أمام نفس الانتقادات والاقتراحات لأشكال جديدة من المواضيع. لكن يعجبك بعض هؤلاء الفنانين الذين ينقلون لنا يوميا أسلوبهم في الضحك الّذي أصبح متجاوزا، تجدهم يطلون في خرجاتهم الإعلامية كرد على هذه الانتقادات ويقولون "الحمد لله نحن نحاول دائما أن نستفيد من أخطائنا ونصححها في الأعمال القادمة فهذه الانتقادات لن تحبطنا بل ستزبد من عزيمتنا للاجتهاد وتقديم ماهو أحسن".
المشاهد المغربي سئم هذه التصريحات المستنسخة، ويريد أعمالا فنية تأخذ بعين الاعتبار انتقادات الصحافة وآراء النقاد، كما تعبر عن ذلك لطيفة وهي أستاذة جامعية مستطردة " نحن على مشارف نهاية شهر رمضان، نريد أن يصيبكم الإحباط حتى تبتعدوا عن ساحتنا وتفسحوا المجال لتقديم الجديد العام القادم أو تبحثوا عن طرق جديدة لخلق الفرجة الهادفة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق