الأربعاء، 6 يونيو 2012

الإمارات بين عشق السيارات الفاخرة وتزايد حجم مبيعاتها بفضل الربيع العربي



انعكس الازدهار الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه الإمارات وزيادة الاستثمارات والمشاريع العمرانية والسياحية على زيادة الطلب على السيارات الفاخرة مما جعل الدولة تحتل مراكز متقدمة على مستوى مبيعات السيارات في العالم. وتحتل دبي المركز الرابع على مستوى مدن العالم في تسجيل أعلى نسب المبيعات للسيارات الفاخرة، حيث توقع المختصون أن تواصل مبيعات هذه السيارات نموها في حجم المبيعات ليتجاوز خلال العام الجاري نسبة 10%، لتسجل بذلك أعلى النسب عالميا في قطاع السيارات عامة.
فماهي الأسباب التي تجعل عشاق السيارات الفاخرة في الإمارات يتزايد خاصة في صفوف الشباب وما رأي أصحاب شركات السيارات في الزيادات المسجلة في حجم المبيعات؟
"عين الإمارات" تجيب على هذه الأسئلة من خلال التحقيق التالي.
رغم الأزمة الاقتصادية انتعاش
بخلاف الأسواق العالمية لاتزال الإمارات ودبي خصوصا من أهم الأسواق المستهدفة لشركات السيارات الفخمة، سواء على مستوى العالم العربي أو على مستوى منطقة الخليج، حيث تحقق المبيعات نمواً متزايدا رغم التراجع في المبيعات على المستوى العالمي، ارتفاع يسجل بالتحديد في قطاع السيارات الرياضية الفخمة، التي يزداد عليها الطلب حالياً مما دفع بالشركات المصنعة إلى تركيز وتوسيع مشاركتها في معرض دبي للسيارات في دورته الأخيرة والتركيز على هذا النوع من السيارات.
و رغم تعرض سوق السيارات خلال عامي 2008-2009 لمشاكل  بسبب الأزمة المالية العالمية، إلا أن ذلك لم يؤثر على السوق الإمارتية، كما أن انتفاضات ما سمي بـ "الربيع العربي" أسهمت في تعزيز المبيعات في الإمارات باعتبارها الملاذ الآمن.
تفاؤل الشركات
ميشال عياط الرئيس التنفيذي للشركة العربية للسيارات
لقد وفر"الربيع العربي" ثقة عالية بأن تمتلك دبي أهمية كبيرة من الوجهة الأمنية، حيث أصبحت ملاذا آمنا لسوق السيارات، مما انعكس إيجابا على قطاع السيارات خاصة الفخمة منها،  والذي سينمو بنسبة 15% العام المقبل، ولكن ذلك يمثل تفاؤلاً أكبر من نسبة نمو 8 في المائة التي تتوقعها مؤسسة "إي إتش إس"، ولا تتوفر بيانات مبيعات للسيارات على قاعدة مجمعة، وهو ما يمثل تحدياً بالنسبة إلى المراقبين.
لكن حتى لو تباطأ سوق السيارات الفخمة، فإنها تضل تحتل أرقى المعاملات التجارية مثل "رولز رويس" التي تبيع سياراتها مسعرة بما يفوق ال270 ألف دولار وهي على الأغلب تباع إلى كبار رجال الأعمال، ولذلك فإن حجم مبيعاتها لا يتأثر كثيرا.ً
نسيم موراني مدير عام الشرقية للسيارات
مازالت الإمارات تعد الأولى عالمياً -رغم الأزمة الاقتصادية ل عام 2009 - في العائد على السيارة المصممة حسب المواصفات الشخصية و يجتذب الطراز الرياضي الإطلالة شريحة شبابية أوسع مما كانت تجتذبه الأنواع السابقة ونحن في الشرقية للسيارات سجلنا إرتفاع مبيعات ل"مرسيديس بننز" في العين بنسبة 15% في 2011 ، كما قفزت مبيعات "جيب" بنسبة 10% في 2011 مقارنة ب2010، فيما سجلت مبيعات "ميشيلين" بمدينة العين زيادة بنسبة 17% مقارنة ب 2011 مما يفسر انتعاش سوق صناعة السيارات الفخمة خاصة  التي يزيد الإقبال عليها من قبل المواطنين بشكل خاص بمختلف الفئات شباب ونساء... الأمر الذي ساهم في الرفع من معدل مبيعات الشركة عموما إلى24 % خلال العام الماضي.

عشق الفخامة
 في دراسة أمريكية أظهر نتائج البحث  أن الرجال الذين يقودون السيارات الفخمة مثل سيارة "بورش"، ويقتنون أشياء زاهية مثل السيارات الرياضية الملونة يكونون عادة من النوع العاشق للفت الانتباه، كما يبرز الطاووس ذيله الملون لجذب الآخرين.  وهذا ما يفسر ماقام به طالب سعودي يدعى ضياء العيسى (22 عاماً) حين دفع مبلغ 267 ألف ريال كمبلغ إضافي لإحدى شركات السيارات الفاخرة لوضع اسمه فقط في صدارة قائمة الراغبين في شراء سيارة فاخرة، بدلاً من الانتظار 18 شهراً ليصبح الشخص الوحيد والأول الذي يمتلك هذه السيارة في السعودية.
أحمد الحمادي : تمثل السيارات الفاخرة مصدر شغف واضح بالنسبة لهواة السيارات،أغلبهم من الشباب ومن أبرزهم عشاق رياضة السيارات الذين يبدو أنهم أسسوا لثقافة جديدة في صفوف الشباب في الآونة الأخيرة، ويلاحظ  أيضا بروز فئة أخرى من الشباب التي تهوى السيارات المعدلة وتحرص على اقتنائها، وتحرص على تعديل المحرك وضبط الأداء وتغيير الشكل الداخلي والخارجي وتصميمات الصبغ الخاصة وذلك بهدف تحقيق التميز والتفرد على الطريق.
طوني صوايا  مدير فرع شركة الخليج للشبرات
 أفضل سيارة فخمة ومريحة أشتريها مرة واحدة عوض أن أشتري سيارة عادية أغيرها كل مرة،  وأعتقد أن هناك عوامل أخرى تساهم في نمو سوق السيارات وزيادة الإقبال على الفخمة منها وأهمها تزايد عدد السكان وارتفاع الدخل وارتفاع كفاءة الاستفادة من الطاقة وكذا انخفاض أسعار السيارات.
ويبقى ارتفاع نسب المبيعات في الإمارات عاملاً محفزاً للشركات الصانعة إلى تطوير منتجاتها نظراً للعوائد المالية التي تحققها من السوق المحلية، مما يفسر اختيار الامارات كقبلة لتنظيم المعارض المتخصصة في السيارات من قبل الشركات العالمية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق