الأحد، 10 يوليو 2016

أشرف مصطفى:‏‏" جائزة خليفة التربوية تكليف لي ‏للعمل وخلق التميز في مجال التربية الخاصة"‏


حوار: فوزية عزاب
نشر في مجلة: "عين الإمارات"
بعد حصوله على ليسانس اداب وتربية في اللغة العربية عام  1998 التحق  بالدراسات العليا تخصص ذوي الاحتياجات الخاصة بمصر عام 2001 وحاليا يستعد لمناقشة الماجستير  حول موضوع طرق تعليم الإعاقة البصرية للمكفوفين بجامعة المنصورة. يعمل بمجلس أبوظبي للتعليم  منذ عام 2002  اختصاصي ذوي الاحتياجات الخاصة، والتحق بمدرسة الدهماء للتعليم الثانوي بمدينة العين،  منذ خمس سنوات، كاختصاصي إعاقة بصرية متنقل بين مدارس مكتب العين التعليمي كلها.
توج أشرف مصطفى مشواره  المهني مؤخرا بحصوله على جائزة خليفة التربوية فئة ذوي الإعاقة، والتي تعد - بكل مجالاتها ـ ترجمة لرؤى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ حول محورية التعليم والتربية في مسيرة النهضة الشاملة.
 نتعرف عن جوانب من تميزه في هذا المجال من خلال الحوار التالي.

كيف كانت بدايتك في مجال التربية الخاصة؟
أحاول جاهدا أن أطور من نفسي منذ قدومي إلى دولة الإمارات إلى أن تراكمت لدي خبرة 15 عاما في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة على مختلف أنواعها (التوحد، الإعاقة البصرية...) من خلال توظيف أحدث التقنيات في تشخيص الإعاقة البصرية بما فيها الأطفال المكفوفين أو الطلاب الذين يعانون من ضعف البصر بكل درجاته. ومن مهامي أيضا تصنيف الإعاقة البصرية وتحديد احتياجاتها من التقنيات التعليمية التي يوفرها مجلس أبو ظبي للتعليم، ومن بين هذه التقنيات، أجهزة برايل، أجهزة التكبير لضعاف البصر.. فأحاول أن أدرب الطلبة على كيفية استخدام وتفعيل هذه الأجهزة في المنهج، تم  تأتي مرحلة تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الأجهزة  تم أولياء الأمور. إضافة إلى تقديمي لمحاضرات توعوية حول مختلف الإعاقات موجهة لأولياء الأمور وكيفية التعامل معها.
اشتغل أيضا على كيفية تنفيذ برامج للأطفال المتفوقين والموهوبين وحصلت عام 2006 على المركز الأول  على مستوى الدولة حيث شاركت في مسابقة النماذج التطبيقية لبرامج الموهوبين التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، قمت من خلالها بتنفيذ مشروع طبقته على مجموعة من الطلبة المتفوقين والموهوبين رفقة فريق عمل، من خلال اتباع الاسلوب العلمي الذي يعتمد على مرحلتين، مرحلة اكتشاف المواهب أي تشخيص  هذه الحالات وفق آلية معين، ويتم تحديد مستوى ذكائهم من  قبل أخصائي نفسي، كما يتم عمل اختبارات للتفكير الإبداعي، وتجميع بعض الخصائص والملاحظات من طرف أولياء الامور تم مرحلة رعاية الموهبة بعد تحديد نوع الموهبة الذي يتميز فيها كل طالب.

 حصولك على جائزة خليفة التربوية ماذا يشكل بالنسبة لمسارك المهني؟
  حصولي  على جائزة خليفة التربوية باعتبارها أكبر  جائزة للتربويين على مستوى الدولة  تعد دافعا معنويا وتقديرا لمجهودي في هذا المجال، أحسست فعلا بالفخر والاعتزاز وكنجاح لطلابي وعملي مع أولياء الأمور لأنهم عنصر مهم في البرنامج العلمي الذي قدمته، إضافة  إلى أنها بمثابة شهادة تعزز مساري المهني  وتحملني مسؤولية أكبر للعمل بشكل مختلف وتقديم إضافة مميزة في مجال التربية الخاصة.
كيف جاءت فكرة المشاركة في هذه الجائزة؟وماهي نقط القوة التي جعلت مشروعك متميزا؟
 تقدمت للمشاركة في جائزة خليفة  التربوية لسنتين متتاليتين، لكن  لم يحالفني الحظ مما أعطاني حافزا لأعاود الكرة مرة ثالتة لثقتي بنفسي وإيمانا مني بالعمل الذي أقدمه.
وخلال تقديمي للعرض أمام اللجنة المكونة من أساتذة كبار والذي دام أكثر من ساعة رغم أن قانون الجائزة 20 دقيقة فقط، كانت هذه الفترة كافية لأعكس مدى حبي لهذا المجال الذي أعمل فيه ولا أعتبره فقط عملا أتقاضى منه أجر،  بل أحب أن أرى الابتسامة على محيا طالب معاق بعد أن أقدم له خدمة أو نصيحة أو مساعدة وهذا ما يجعنلي عطائي بلا حدود.
أحبب أن أضيف شيئا جديدا خلال مشاركتي هذه السنة، وكان ذلك يعتمد على نقاط  متميزة  نالت إعجاب  متخصصين في التربية الخاصة وهي كالآتي:
إنشاء أول مكتبة للمكفوفين في مدرسة الدهما ء وذلك في إطار فعاليات أبوظبي تقرأ العام الماضي التي كانت تقوم على مبدأ نشر القراءة بشرط أن تكون قراءة إبداعية وليس تقليدية، ومن هذا المنطلق تأتي أحقية الطالب الكفيف في القراءة أيضا، فترجمت الفكرة من خلال هذه المكتبة التي أسميتها ركن المكفوين وحاولت تشكيلها  بطريقة إبداعية، حيث قمت بتصنيف القراءة لثلاث تصنيفات, القراءة من خلال طريقة "برايل" ، عن طريق توفير أكتر من 50 كتابا برايل مطبوعا لقصص مختلفة في مجالات متنوعة بحيث لا يتسرب الملل للكفيل أثناء القراءة، كما تعاونت مع مؤسسة زايد للرعايا الإنسانية  الذين  وفروا لي المصحف الشريف على ست أجزاء مطبوعا بطريقة "ببرايل"،
من جهة أخرى  وظفت برامج مجلس أبوظبي للتعليم المتاحة وقمت بتنزيل برامج كتب ناطقة  حيث يستطيع الكفيف سماعها بدون عناء، وأسست  أيضا ركن الوحدة السمعية وهو عبارة عن جهاز يتم وضع "سي دي"  قارئ به، يتضمن كل الكتب مصنفة بطريقة "برايل"، تمكن الكفيف من اختيار مايريد أن يسمع بنفسه. بالإضافة إلى ربط البرنامج القارئ بأربع سماعات  واحدة يستخدمها الطالب الكفيف والباقي يتم إدماج طلاب عاديين يستمعون لنفس البرنامج بهدف خلق تفاعل فيما بينهم، لأنه أمر مهم بالنسبة للكفيف يتم من خلاله كسر الحاجز الاجتماعي، وتنمية مفهموم الذات وتقوية العلاقات بين الطالب الكفيف والطالب السليم.
النقطة الثانية ترتكز على تصميمي لحقيبة تسمى "الحقيبة التعليمية التدريبية للمعاقين بصريا"  وهي عبارة عن حقيبة تعليمية  في تعليم  اللغتين العربية والانجليزية و الرياضيات، تعتمد على التعليم والتدريب، وتستهدف فئة المكفوفين و فئة ضعاف البصر،  إذ ان هذه الفئة الأخيرة تتعلم بطريقة تكبير الحروف، بينما ألأولى تتعلم بطريقة "برايل". الدمج بين هاتين الفئتين في حقيبة، استنتجته بعد زيارتي لحالات من ضعاف البصر الذين أخذ بصرهم يقل بشكل تدريجي إلى أن أصبحو مكفوفين، هؤلاء الطلاب كانوا يتعلمون من قبل بطرقة التكبير فكيف سيكملون مسيرتهم التعليمية بعد أن أصبحو مكفوفين؟ هذه هي الفكرة التي تقوم عليها الحقيبة، إذ قمت يتكبير نقط كتابة "برايل" وأعطيتها لونا ذهبيا بحيث يمكن ملاحظتها من طرف ضعاف البصر، وعملت لوحة  تتضمن كل الحروف الهاجائية "برايل"، وبالتالي أصبح الطالب ضعيف البصر سريع التعلم والإلمام بطريقة برايل على أساس أنه في حالة إذا ما تحول مستقبلا إلى كفيف يستطيع أن يتقن طريقة برايل كتابة وقراءة. وتستهدف هذه الحقيبة أيضا المكفوفين الذين يعانون من البطء في تعلم طريقة "برايل".
أما النقطة الثالثة المتميزة في المشروع، ارتكزت على الدليل الإرشادي لطرق استخدام أجهزة ذوي الإعاقة البصرية، حيث أن  مجلس  أبوظبي للتعليم وفر لكل ذوي الإعاقة أجهزة جد متطورة وبمبالغ كبيرة لا توجد في كل دول العالم  لكن هذه الأجهزة  إذا لم تُفَعَّل لن تكون لها فائدة، ويقوم هذا الدليل الإرشادي على تسهيل طريقة استخدام  الجهاز مع الطالب من البداية حتى النهاية من الناحية التربوية وليس التقنية  وباللغتين العربية والانجليزية.

من ساعدك في تحقيق التميز والفوز بجائزة خليفة التربوية؟

فوزي بهذه الجائزة كان ثمرة لمجهودي لكن بمساعدة أشخاص أخرى بداية من رؤسائي في العمل  ومن الموجهين الذين أرشدوني ، وأيضا زملائي في العمل الذين شاركوني هذه المشاريع الناجحة، في إطار الفريق الذي كنا نعمل من خلاله جميعا، كما لا أنسى أهلي  وأسرتي التي دعمتني معنويا، فأقول لهؤلاء جميعا أن هذا التميز والنجاح هو تميزهم قبل أن يكون نجاحي.