الأربعاء، 10 أغسطس 2016

لؤي السعدي:" أسعى دائما إلى تطوير أسلوبي ‏ ‏ وحلمي إخراج فيلم سينمائي تاريخي" ‏


حوار: فوزية عزاب
نُشر في مجلة:"عين الإمارات"

نشأ ضمن وسط أسرة فنية وبين أحضانها تفجرت مواهبه الموسيقية. عشقه للفن دفعه للسفر إلى لبنان ليدرس الموسيقى وأصول الغناء ، لكن سرعان ماتلمس ميولاً فنية أخرى في نفسه مادعاه لتغيير مساره الفني والعمل في مجال الإخراج ، مزج بين تجربته الغنائية والإخراجية. انضم إلى أسرة إذاعة "إمارات إف،إم" عام 2008 ليبدأ رحلته في مجال الإخراج الإذاعي.  إنه المخرج الإماراتي لؤي السعدي صاحب السلسلة الإذاعية المشهورة "يوميات هادي وبوزعل".

دخلت الفن من باب الغناء بتأسيسك فرقة "دانة أبوظبي" بماذا تميزت هذه التجربة؟
بالنسبة لفرقة دانة أبوظبي كانت بداية انطلاقتي في المجال الفني وتعاملي مباشرة مع الجمهور ، عشقي للموسيقى والغناء كان يتملكني بشكل كبير في تلك الفترة ،لذلك قمت بتأسيس فرقة من 5عناصر ، وقمت بشراء الأجهزة الموسيقية كاملة من نفقتي الخاصة ،واخترت أعضاء الفرقة بنفسي ، وبدأنا بعمل البروفات في منزلي، كنت انا مطرب الفرقة.
ثم بدأنا بالحفلات كأعياد الميلاد والأعراس والحفلات العامة والمناسيات الوطنية وغيرها .واستمرت الفرقة لمدة 6 سنوات ،  اكتسبنا خلالها الكثير من الخبرة، بالإضافة إلى تكوين علاقات مع فنانين وملحنين وشعراء. وصارت فرقتي من أشهر وأهم الفرق على مستوى الإمارات في تلك الفترة حيث شاركنا في الحفلات العامة  والخاصة داخل الدولة، مع أشهر نجوم الفن والطرب على الساحة الخليجية والعربية . ما  جعلني أفكر بتطوير مواهبي فاتجهت إلى لبنان لدراسة الموسيقى فنميت موهبتي في العزف على آلة  العود وصقلتها بخبرة متخصصة .

انتقلت فيما بعد إلى الإخراج ، ماسر هذا التحول في مسارك الاحترافي؟
إن نجاحي في الجمع بين خبرات الإخراج الإذاعي والتلفزيوني ،إضافة إلى قيامي بتأليف وكتابة السيناريو والحوار الخاصة بجميع أعمالي التي أقوم بإخراجها سواء من أوبريتات وطنية او مسلسلات وحتى الكليبات مماأضاف لي الكثير في حياتي من النجاحات على المستوى المحلي والخليجي ، وهذا ماشغلني عن توجهي المبدئي في مجال الغناء فالإخراج قد شدني وشغلني واستحوذ على كامل وقتي فاعتزلت الغناء نهائيا ، لكن هذا لا ينفي استفادتي  بشكل كبير من خبرتي ودراستي الموسيقية  وتوظيفها في مجال الإخراج . حيث أقوم بطرح فكرة كلمات الأغاني التي تكتب في الأوبريتات وموضوعها وأحدد كذلك نوع الألحان.

ماسر ماحققه مسلسلك هادي وبوزعل الإذاعي من نجاح لافت ، من أين استمديت الفكرة ؟
حصل مسلسل يوميات هادي وبوزعل على المركز الأول والجائزة الذهبية كأفضل مسلسل إذاعي توعوي على مستوى الوطن العربي في عام 2012 في مهرجان البحرين للإذاعة والتلفزيون وسر نجاح هذا المسلسل برأيي أن المواضيع التي طرحتها مستقاة من واقع حياتنا اليومي تمس مختلف شرائحنا الاجتماعية العربية والأجنبية  فكل مواضيعه تمس حياتنا اليومية و مستمدة من واقعنا ، ويعتمد المسلسل على شخصيتين هادي شخصية إيجابية وأبو زعل شخصية سلبية تصدر منه تصرفات سلبية ويقوم هادي بتصحيحها وشخصية أبوزعل ممكن أن تتجسد في الواقع في  أب مهمل في تربية أولاده أو زوج مهمل لبيته وزوجته أو موظف غير مسؤول أو مراجع لا يحترم القوانين أو صديق ذا مصحلة أو حتى رجل عادي في الشارع تبدر منه تصرفات سلبية تجاه الآخرين وغيرها من الشخصيات في المجتمع ، ويقدمها بقالب كوميدي بسيط  يناقش المشكلة ويظهر السلبيات وتأثيرها على المجتمع والحلول المناسبة لهذه المشكلة المطروحه في مدة لا تتجاوز 3 دقائق.
والفكرة جاءتني من تصرفات سلبية كنت أراها بعيني وأحببت أن ألقي الضوء عليها في عمل فني يصل  إلى الناس ، دون التجريح بأحد أو التلميح إلى شخص معين..
من خلالك إخراجك للعديد من الأوبريتات الوطنية،كيف  للفنان أن ‏يعبر عن روح المواطنة ؟
حب الوطن مزروع في قلب كل إنسان  فينا ، وأنا أجسد حبي لوطني في أعمالي الفنية التي أكتبها فكل حرف وكل كلمة أكتبها في وطني أحسها نابعة من أعماق قلبي ، وعندما أخرج أعمالي أكون حريصا كل الحرص بأن يعكس أجمل صورة عن الإمارات للناس لان هذا العمل يمثل وطني الإمارات كم أحرص دائما على  توصيل الصورة الحضارية عن وطني ، والمكانة التي وصلت إليها الإمارات عالميا ، فالأوبريتات تستهلك الكثير من الجهد والوقت والتعب ولكن حبي لوطني يجلعني أشعر بالاستمتاع وأنا اقدم هذه الأعمال كجزء بسيط من رد  الجميل إلى هذا الوطن . واكون بقمة السعادة عندما المس تجاوب الجمهور معي ما يشعرني أنني نجحت في ايصال الرسالة .

كم عدد الأوبريتات التي قمت بإخراجها حتى الآن ؟ وماتخطط له لتطوير تجربتك في هذا المجال؟
بفضل الله قمت بتأليف وكتابة السيناريو والحوار والإخراج للعديد من الأوبريتات الوطنية التي  وصل عددها إلى 12 أوبريت إلى الآن ، أهمها أوبريت حفل افتتاح جائزة أبوظبي الكبرى للجودو والجوجيتسو عام 2009 وأوبريت العلم و مسبار الأمل والخاص بافتتاح الأولمبياد الرمضانية لنادي ضباط القوات المسلحة عامي  2014 و 2015 ، وأوبريت جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي وأوبريت جائزة سمو الشيخة فاطمة لأسرة الدار وأخيرا أوبريت "شموخ وطن" الذي أقيم بمناسبة اليوم الوطني 44 ويوم الشهيد بنادي بني ياس الرياضي الثقافي.
أما عن تطوير الأوبريت فأنا والحمدلله أضفت ميزة في الأوبريتات التي قمت بتأليفها وإخراجها ، فالأوبريتات الوطنية كانت تعتمد فقط على الأغاني الوطنية واللوحات الفنية الاستعراضية المصاحبة لها بالإضافة إلى الفيديو المصاحب للأوبريت ، لكنني أضفت كتابة قصة تمثيلية وسيناريو في الأوبريت تحكي عن قضية معينة حسب الموضوع المطروح في الأوبريت ويؤدي المشاهد ممثلين .بالإضافة إلى الأغاني واللوحات الفنية الاستعراضية والفيديو وأعمال الإضاءة والليزر والجرافيكس وغيرها . وبشكل عام أسعى دائما الى تطوير وتجديد أفكاري وأسلوبي في الإخراج ولا أحب التكرار. .

ماهي مشاريعك المستقبلية في مجال الإخراج؟
بدأت الآن بتنفيذ الجزء الثاني من المسلسل الإذاعي يوميات هادي وبوزعل بالتعاون مع إدارة الشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي وشبكة أبوظبي الإذاعية والذي سيبث عبر إذاعة القرآن الكريم وإذاعة إمارات إف إم قريبا ، وعدد حلقاته 80 حلقة تناقش مواضيع جديدة بأسلوب جديد وشيق وأتمنى أن ينال النجاح الذي حققه الجزء الأول من المسلسل بإذن الله تعالى . وأستعد أيضا للبدء بتنفيذ اوبريت وطني جديد في شهر رمضان القادم لنادي ضباط القوات المسلحة ، وكذلك أحضر لتنفيذ مسلسل يوميات هادي وبوزعل كمسلسل تلفزيوني يشارك فيه العديد من نجوم التمثيل في الإمارات مثل الفنان حبيب غلوم والفنانة رزيقة طارش والفنان مروان عبدالله صالح  والفنان جمال السميطي وغيرهم.
أما أهم مشاريعي على المستوى الشخصي، فهو إكمال دراستي في مجال الإخراج السينمائي ، وإخراج فيلم سينمائي تاريخي