لعل
من أبرز أسباب موت التواصل الاجتماعي الذي نعانيه الآن هو التقدم الهائل في مجال التكنولوجيا، وليس المقصود بالموت الانقطاع التام في
العلاقات بين الفرد والمحيطين به بل أن يكون الشخص جافآ غير مبال بما يحدث لأقاربه
من حوله ، وقاموسه مليء بعبارات المجاملات الاجتماعية المنقولة من مختلف مواقع
التواصل الاجتماعي وعبرها ك "الفيس بوك" و"تويتر"،
و"البلاك بيري مسنجر" سكايبي" االياهو مسنجر".. واللائحة
طويلة والتي أضحت سببا رئيسيا في جمود التواصل داخل الأسرة نفسها فما بالك
بالعلاقات الاجتماعية المبنية على صلة الرحم. فأصبحت وسائل التكنولوجيا مَدْعَاةً
للهروب من التعامل المباشر، وإقامة العَلاقات الاجتماعية، بادِّعاء الانشغال بها، فتراجع
هذه العَلاقات وندرة القيام بالزيارات الاجتماعية، يضعف التحاور، وتبادُل الخبرات
والمشاعر.
الموت التدريجي
كوثر
/موظفة
* المميزات التي
تفضلت بها التقنية علينا لا تقدر بثمن .. لكن لكل شيء ضريبة .. وضريبة التقنية هي موت العلاقات الاجتماعية تدريجيا ، بالطبع لا أحد
يتخيل حياته بدون الانترنت إلا إذا تم رميه في منطقة كأحد مناطق أفريقيا النائية
.. حينها فقط سيكتشف روعة العلاقات الإنسانية وأنه لا يستطيع أن يحيا إلا بالناس .. وأنه
يجب أن يسيطر على انفعالاته في التعامل مع الآخرين .أعتقد أن أحد أهم أسباب إدمان
الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي والشات كونهم الطرف المسيطر .. فالشخص هو الذي يتحكم بالوقت الذي يمكث فيه على الانترنت والمواقع
التي يتصفحها .. وهو ما يعزز الجانب الدكتاتوري في الأشخاص .. بينما الانترنت خاضع كحيوان أليف .. ليس له سلطة ولا
إرادة ..
الإنسان اجتماعي بطبعه
محمد/طالب
*الشبكة
العنكبوتية سببت الكثير من الجفاء منذ انتشار مواقع التعارف والدردشه حيث بدأت
الروابط الاجتماعية بالانحلال فأصبح معظم الشباب انطوائيين لا هم لهم إلا التعارف
والدردشات السطحية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. لذا فان العلاقات "الإنترنتيه"
تعتبر علاقات واهية لا أساس لها .. لأنها لا تمت إلى الحياه الواقعية بصلة ..
الأفضل من الإنسان أن يركز على من حوله لأنهم هم من يعيشون معه ويحتاج لتواصلهم وليس
من يبعد عنه عشرات بل مئات الأميال.
الهوس الأنترنيتي
نورية أحمد
رغم تنوع الأنشطة الخارجية وجماليتها، يفضل بعض الناس الجلوس في غرفهم شبه المظلمة
أمام شاشات الكمبيوتر. ولا عجب من قلق الآباء والأمهات والمربين، والمختصين الذين يرون
في الشبكة العنكبوتية مضماراً خصباً للأشخاص "مهووسين" بالكمبيوتر يغوصون
من خلاله في العالم الافتراضي ويبتعدون عن التواصل الواقعي مع الآخرين، بل ويعتقد بعض
الخبراء أن هؤلاء الأشخاص قد يصبحون غير مؤهلين للتواصل مع الآخرين اجتماعيا بسبب الإنترنت
وقد يفقدون قدراتهم على إقامة ارتباطات اجتماعية حقيقية. هذا الواقع نعيشه في
أسرتنا حيث بالكاد نجتمع على مائدة الطعام، كل في غرفته يعيش حياته سواء عن طرق
الانترنت بمختلف وسائله التواصلية أو عن طريق الهاتف النقال أو ما يعرف بخدمة
"البلاك بيري مسنجر" أو "الواتس آب" لدرجة أن أحد إخواني فضل
أن يسأل أمي يوما إن كان الغذاء جاهزا عن
طريق البلاك بيري مسنجر عوض الخروج من غرفته والتوجه إليها مباشرة. إنها بالفعل
مشكلة اجتماعية تتفاقم يوما بعد يوم.
العالم الوهمي
د.جاسم اليعقوبي/مستشار أسري
"الفايسبوك" مثلا يخلق عالماً اجتماعياً وهمياً موازياً للعالم
الحقيقي، يعتقد مستخدميه في مصداقية العلاقات التي تنشأ من خلاله، رغم سرعة
تكوينها أو التخلص منها، مما يزيح عن كاهل الشباب أي مسؤولية اجتماعية أو نفسية
تصحب تكوين العلاقات والصداقات في العالم الواقعي، ويأتي هذا متسقاً مع عدم النضج
الانفعالي والعاطفي للشباب في هذه المرحلة العمرية. فنشوة تكوين العلاقات السريعة
التي قد تتجاوز القيود الأخلاقية أو الاجتماعية في المجتمعات العربية قد تؤدي إلى
الرغبة في الاستمرارية والتعود على استخدام الفيس بوك، ينتج عنها حالة صنفها علماء
النفس بأنها إدمان قد يحتاج إلى علاج لما فيه من فضولية للتعرف على الحياة الشخصية
للآخرين، رغم ما قد يسببه هذا من اضطرابات نفسية لا يعيها الشباب في هذه المرحلة.
المعايدة الإلكترونية
د.معتز كوكش/خبير في تقنية المعلومات
"مسَجلي"..اعملي
مس كول...بشوفك على الماسنجر...لازم يكون في بينا كونتاكت...ابعتلي ايميل.."وغيرها الكثير من المفردات والمصطلحات التي أصبحنا
نرددها في اليوم الواحد عشرات المرات،ليس فقط من باب البرستيج الاجتماعي بل لأنها تعكس في
واقع الأمر صورة لحياتنا نحن الشباب اليوم. فالموبايل والـMP3 واللاب توب والانترنيت
وغيرها الكثير من وسائل التكنولوجيا الحديثة أصبحت عناصر أساسية لا غنى عنها تسم
حياتنا العملية والشخصية على حد سواء . فكم من ساعات نقضيها بلا توقف أمام شاشات الكمبيوتر، على الماسنجر وفي غرف الدردشة وسماعات
الموسيقى الحديثة تصم أذاننا وتعزلنا عن كل ما يحيط بنا وكأن العالم بأسره أصبح
مختزلاً بمجرد شاشة تبلغ في أفضل الأحوال 14 إنشاً.!
وأبرز مثال على
احتضار التواصل الاجتماعي والإنساني بين الأفراد ما يصطلح عليه اليوم
بـ"المعايدة الإلكترونية" وقد حلت محل المعايدة التقليدية في السنوات
الأخيرة ، وبدلاً من الزيارات والعناق والمصافحة لتبادل التهاني بقدوم رمضان او
العيد، أو أي مناسبة أخرى، أصبح الناس وخاصة الشباب من الجنسين، يفضلون نقل
تهانيهم عبر شبكة الإنترنت ورسائل الهاتف النقال وأبدعوا ونوعوا في أشكال تلك
التهاني، التي تحمل في طياتها عبارات الحب والتقدير لكنها تدق ناقوس الخطر لإنقاذ
العلاقات الاجتماعية المتجهة نحو الزوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق