حوار: فوزية عزاب
كانت من أوائل النساء الإماراتيات اللواتي حصلن على شهادة الدكتوراة عام 1987، لها العديد من الأبحاث والكتب التي تهم الشأن الوطني الإماراتي، حصلت على جوائز عدة منها جائزة الشارقة للعمل التطوعي للدورة السادسة 2008، وجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم لعامي 2008 و2009...
تقلدت العديد من المناصب التي تحلم بها أي امرأة، فهي خبيرة باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الاسكوا” منذ 2000 ، ورئيسة “رواق عوشة بنت حسين الثقافي” منذ تأسيسه عام 1993، كما تشغل منصب رئيسة جمعية الدراسات الإنسانية بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 1989، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة دراسات التي تصدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ورئيسة قسم علم الاجتماع بجامعة الإمارات، ومستشارة للأمم المتحدة، وهي أيضا رئيسة مجلس أمناء جائزة الشيخة شمسه بنت سهيل للنساء المبدعات. إنها الدكتورة موزه غباش التي اختزلت لنا تاريخها البحثي والثقافي، وتجربتها في إدارة المؤسسات الثقافية، خلال حديثها ل"عين الإمارات" فكان أول سؤال:
هل انتماؤك إلى عائلة مثقفة كان له تأثير على مسار دراستك وحياتك العلمية والعملية؟
للعائلة دور مهم جدا وان كان لوالدتي الـتأثير الكبير على حياتي فهي من شجعتنا على التعلم والسفر من أجل العلم في وقت كان يعتبرذلك من الكبائر، ووالدي كان المساند لكل الخطوات التي كانت والدتنا تدفعنا نحو انجازها ولولا دعمهم لما أمكنني تخيل مستقبلي.
كيف أثر رحيل والدك رحمه الله في مسار حياتك المهنية والأدبية؟
إن فقدان عزيز يلهب مشاعر الحزن ويدفع بالإنسان إما إلى الانزواء أو الانطلاق ، ولله الحمد نحن انطلقنا لتحقيق طموح والدينا بأن نكون على قدر كبير من المسؤولية الوطنية والإنسانية.
أسست رواق "عوشة بنت حسين" الذي يحمل اسم والدتك، أين تتجلى بصمة الدكتورة موزة داخل هذا الرواق؟
البصمة تتجلى بارتباط اسم الرواق باسم الدكتورة موزه ،وهذا الارتباط جاء من تكريسي الكثير من الوقت والجهد والمال من أجل أن يتررك الرواق بصمته في البناء الثقافي والحضاري لدولة الإمارات.
ماهي الإنجازات التي حققها الرواق وماهي إسهاماته في الميدان البحثي؟
أنتي تتحدثين عن إنجازات منذ عام 1992 وهي كثيرة لا أستطيع حصرها حتى لو أردت، ولكن أبرز ما يقوم به الرواق هو، جائزة الأم المثالية والأب المثالي ،وجائزة المعاق المبدع ، وكذا الحراك الثقافي الذي يقوم به من خلال الحوارات والمحاضرات والمؤتمرات، وتواصله مع المثقفين العرب لبناء رؤية مستقبلية حول الثقافة ومؤثراتها على التطور الحضاري العربي، والآن نطور حالة الحوار مع المثقفين والإعلاميين وأصحاب القرار في الإمارات من أجل تعزيز الرؤية المستقبلية للدولة، إضافة إلى الأعمال الخيرية التي كان الرواق يقدمها بشكل كبير والآن أصبحت نوعا ما ضيقة بسبب الأوضاع الاقتصادية.
من المعروف أنك من المهتمات بالشأن النسائي بالدولة، وسبق أن صرحت قائلة: "إنه منذ الستينات حتى الآن، مازالت المرأة الخليجية تناضل لاكتساب حقوقها" بماذا توج هذا النضال؟.
نستطيع القول أن ما قام به الشيخ زايد رحمه الله ، وما يحققه صاحب السمو رئيس الدولة من إنجازات في مجال حرية المرأة يدفعنا للقول أن مسيرة المرأة الإماراتية تسير بخطى ثابتة وحقيقية وسليمة باتجاه تعزيز دورها في التنمية الحضارية للوطن.
منذ سنوات عكفت الدكتورة موزة وفريق مختص من الباحثين والأكاديمين على تنفيذ "موسوعة الإمارات"التي تشمل كل مايتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة، أين وصل هذا المشروع؟.
المشروع وضع اللبنة الأساسية للانطلاق نحو التنفيذ العملي ، من حيث التقسيم والفهرسة ومن حيث الباحثين الذين تم الاستعانه بهم من مختلف العالم العربي وبمختلف التخصصات ، غير أن عدم وجود من يمول مثل هذا المشروع أوقفه عند هذا الحدّ ، إنه مشروع دولة وليس مشروع فردي ، ولا يستطيع فرد تحمل تكاليف الإنجاز.
هل هذا هو السبب الذي دفعك لإنفاق نصف مليون درهم من مالك الخاص للمساهمة في المشروع ؟.
كنت أصرف على إنجاز الموسوعة من حسابي الشخصي واندفاعي بالعمل من أجل إنجاز القاعدة الأساسية للموسوعة حتى يكون لدى الجهات الحكومية والخاصة ملف تعمل به و وتتبنى معنا المشروع ،كونه مشروع وطني إماراتي من الطراز الثقيل والمهم جدا لتاريخ الوطن، ولكن لم نجد من يساهم معنا فتوقفنا واحتسبنا الله في خسائرنا ، ولو أملك من المال ما يساعدني على الاستمرار لما أوقفت المشروع أبدا.
بالرجوع إلى العرس الديمقراطي الوليد في دولة الإمارات والمتمثل في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، بعد مشاركتك كمرشحة ،كيف تقيمين هذه التجربة؟
هي عرس وفرح حقيقي ، يدل على أن التجربة الديمقراطية في الدولة تسير بخطى ثابتة وواثقة ومنظمة ، وإنشاء الله سنرى وطننا واحة من الديموقراطية ،قد يأخذ ذلك وقتا ولكن حكام هذا البلد يسيرون بحكمة وتأني .
وما رأيك في النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات والتي غابت عنها المرأة بالنظر إلى العدد الذي كان متوقعا؟.
نتائج الانتخابات بالنسبة للمرأة كانت مخيبة على الرغم من العدد الكبير للنساء المرشحات لم تفز إلا واحدة فقط ، وسنعمل في القريب العاجل على دراسة وبحث أسباب العزوف حتى عند النساء أنفسهم عن انتخاب امرأة ، ولكن نتوقع من صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله أن يعدل الخلل في الميزان من خلال التعينات.
لقد تم مؤخرا توزيع الجوائز على الفائزات بجائزة سمو الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات،وتعتبر الجائزة فكرة جديدة ومنفردة، ماهي أهداف الجائزة ، وماالذي تراهنون على تحقيقه من خلالها؟.
نراهن على الإبداع من خلال اكتشافه وتطويره والبحث في سبيل جعله سمة من سمات المجتمع الإماراتي فالإبداع مقياس لحضارة الأمم.
كيف تُقَيِمين المشاركات وطلبات لترشح للجائزة في دورتها الأولى ؟.
إن عدد الطلبات المتقدمة للجائزة تدل على الاهتمام الذي حظيت به من كل فئات المجتمع الإماراتي ، وتدل على الزخم الإبداعي الموجود في وطننا ، 141 طلب لـ 141 امرأة مبدعة في الإمارات أنه رقم يبشر بالخير الكثير .
هل حققت الجائزة بعد الإعلان على النتائج ما كان منتظرا؟.
إذا كنتِ تقصدين للدورة الأولى فبحمد الله حققت أكثر مما كنا نتأمله أثناء التأسيس ، من خلال الدعم الذي كنا نتفاجأ به من الدولة ومؤسساتها ومن القطاع الخاص ، وعلى رأسهم الدعم الامتناهي من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله، والجهد المتواصل الذي تبذله الشيخة شمسه لنجاح رؤية الجائزة وأهدافها، وكذلك مجلس الأمناء الذي بحق حمل الأمانة بشكل لا نستطيع وصفه، أما ما هو منتظر من الجائزة مستقبلا فهواستثمار النجاح الوطني ليصير تجربة عالمية إنشاء الله.
خلال مسيرتك المتميزة حصلت على عدة جوائز منها جائزة سلطان العويس الثقافية 2001 "كشخصية العلوم الثقافية" وغيرها من الجوائز، فكيف يمكن لأي امرأة إماراتية أن تصل إلى ما حققته الدكتورة موزة غباش؟.
لتكون ناجحا عليك أن تتبنى أفكار مبدعة وقابلة للنجاح ، وأن تعمل بمثابرة وأجتهاد متواصل لتحقيق هذا النجاح ، ومن خلال تجربتي فإن الأفكار الناجحة هي التي تساهم في تطور الحراك الجماعي والتنمية الإنسانية الحضارية ، فالأفكار الفردية الموجهة للصالح الفردي الضيق هي أفكار مؤقتة ونجاحها غير مؤثر على المدى البعيد، كما أن خدمة المجتمع والناس من أجل مستقبل أفضل هي أداة النجاح الفاعلة والرائعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق