الأربعاء، 23 يناير 2013

المرأة الإماراتية المنتجة تكشف عن مواهب لإثبات وجودها وتحسين مستوى دخلها


المشهد التقليدي التراثي في "المعرض الوطني للأسر المنتجة" الذي اختتم مؤخرا بمدينة العين يجمع سنوياً بين أحدث ما أبدعته أنامل المرأة الإماراتية من مشغولات يدوية متوارثة بين الأجيال . مشهد يعطيك الانطباع بأنك تتجول في إحدى المتاحف الوطنية الغنية قلبا وقالبا بالتراث الإماراتي، بل ويؤكد أن المرأة الإماراتية أثبتت قدرتها على تحقيق إنجازات كبيرة ليس فقط في قطاع الشؤون الاجتماعية والتربوية والصحية والثقافية وغيرها من القطاعات،-وأصبحت وزيرة وعضوة في المجلس الوطني ،وذلك بفضل الدعم المتواصل والاهتمام والمساندة التي تحظى بها من قيادة الدولة-بل استطاعت أيضا أن تصبح شريكة فاعلة إلى جانب الرجل في عملية التنمية، ومواكبة العصر من خلال دراسة مجتمعها ومتطلباته والمشاريع التي يمكن القيام بها، فتوالت إبداعاتها وبصماتها في مختلف المشاريع المنتجة والتي تعود بالنفع عليها وعلى أسرتها ومجتمعها.
أنامل تتألق
عند مدخل المعرض في جهة اليسار جلست العارضة آمنة الزعابي إحدى المرشحات لجائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للمرأة المبدعة والمتخصصة في صناعة المطبوعات الفاخرة والمتميزة، تقول آمنة:" انطلق مشروعي مند عام 2000 ومطبوعاتي عبارة عن مفكرات وأجندات الخاصة بالمناسبات كرمضان والعيد الوطني.. ومعظم هذه المطبوعات تلقى إقبالا من طرف المؤسسات الحكومية بالإضافة إلى إصدارات خاصة بالأطفال  وإهداءات،  وأتمنى أن تكون الجائزة من نصيبي"، وعن مشاركتها في المعرض تضيف "مشاركتي متميزة وهي فرصة لإثبات وجودي والتواصل المستمر مع الزبائن القادمين من أبو ظبي وحتى من مدينة العين".
في الجهة المقابلة لآمنة الزعابي اختارت وفاء عبد الرحمن من الاتحاد النسائي العام  ركنا تطلع فيه الزوار على إبداعها في صناعة المفارش الخرز والعطور وتؤكد وفاء أن المعرض هذه السنة يتميز بمشاركات متعددة تشمل صناعة الملابس والأعمال اليدوية والمأكولات الشعبية والعطور والبخور وغيرها من المنتجات التي تشكل محط استقطاب للزوار على اختلاف ميولهم واهتماماتهم وأعمارهم، دون أن تنسى الإشادة بدعم الاتحاد النسائي العام بأبو ظبي والذي أعطاها الفرصة للتعرف على نساء منتجات ومبدعات.
وقبل أن تنتقل إلى الطرف الآخر من المعرض لا بد أن تستقبلك  أم علي بابتسامة تظهر ملامحها من وراء "البرقع" وهي ماسكة "كندورة" بيدها في محاولة لكسب إعجاب الزوار وتأكيد أن ماصنعته أناملها هو امتداد لتراث الأجداد، تقول:"أينما وجدت المشغولات التراثية والحرف اليدوية، حلت بركة الماضي بكل ما فيه من أدوات تقليدية. وهذا الشعور غير مرتبط بزمان أو مكان، وإنما يفرض نفسه حتى في أهم الأحداث التي تطرح آخر خطوط التطور. فعلى الرغم من سعينا الملح باتجاه مجاراة العصر، غير أن الحنين إلى التفاصيل القديمة من موروثات الشعوب، يأخذنا معه دائماً إلى عالم نسعى إلى دائما إلى اكتشافه."
وتستطرد أم علي كلامها :"إن هذه المبادرة تنطوي على أهداف بناءة تتمثل في تنمية المهارات لدى الأسر المشاركة وتحفزها على تكثيف وتنويع الإنتاج وتسهم برفع مستوى الدخل ومواجهة متطلبات وأعباء الحياة اليومية، كما تدمج الأسر المنتجة بعضها مع بعض وهذا بدوره يمتن العلاقات الاجتماعية ويزيدها ترابطاً ويقوي النسيج داخل فئات المجتمع".

وترى حليمة الصايغ صاحبة مشروع تصميم المجوهرات والتحف التراثية "أن منتجات الأسر عادة ما تمتاز بمعايير الجودة والتنوع، وأنه مع تعدد الثقافات التي تعيش على أرض الإمارات وكون الإنسان بطبعه يحب التعرف على تجارب وثقافات الآخرين فهذا يحث الأسر المشاركة بالمعرض على تطوير منتجاتها من حيث الشكل والنوع خاصة.

الدعم اللامحدود
إلى جانب المعرض تم  توفير منافذ واسعة للتسلية والترفيه وباقة متنوعة من الأنشطة والألعاب والمغامرات والفعاليات الحية والمرح والمسابقات الرياضية والعروض الموسيقية والفنية والفلكلورية والمطاعم وحضانة للأطفال بما يضمن قضاء أوقات ممتعة ومسلية لجميع أفراد وشرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم وميولهم. وعن أهمية هذا المعرض في إبراز الصورة الحضارية للمرأة الإمارتية يقول جابر علي المزروعي المنظم لمعرض" الأسر المنتجة" برعاية وزارة شؤون الرئاسة،  عرف المعرض مشاركة جموع المواطنات المنتجات واللاتي وصل عددهن إلى 240 مواطنة من صاحبات المشاريع والمنتجات الناشئة، إضافة إلى 16 جهة داعمة للمنتجات الوطنية، فهو يعكس مدى قدرة المرأة الإماراتية على الإبداع والابتكار، وعمل المشغولات اليدوية، والقدرة على التصنيع والتسويق والمنافسة، والرغبة في العمل والحس الوطني، حيث تميزت المعروضات بعدم وجودها إلا في الأسواق المحلية، لأنها مصنعة من مواد تراثية".
ويستهدف المعرض تضيف سميرة العامري - مشرفة قسم الاتحاد النسائي قسم الأعمال اليدوية- السيدات المواطنات والمقيمات واللواتي يرغبن في رفع دخلهن الشهري من خلال حرفة تمتلكها، حيث يتم تدربهن من خلال ورش ودورات متخصصة في نوعية المنتج على أيادي خبراء من داخل الدولة ومن ثم التسويق التجاري المناسب من خلال تسهيل مشاركة الأسر في المعارض الداخلية والخارجية والمعارض المقامة في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية".
استطاع "المعرض الوطني للأسر المنتجة" أن يجلب عددا كبيرا من الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح ووفود المؤسسات الحكومية والشركات فكان بذلك فرصة للتعرف على المنتجات المحلية المتنوعة المبتكرة والمصنوعة بأيدي مواطنات وكذلك منتجات أخرى انتقتها المواطنات من أسواق عالمية وأدخلت عليها لمسات تتماشى مع الذوق المحلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق