الخميس، 6 نوفمبر 2008

أسود في البيت الأبيض


بإعلان شبكات التلفزة ووسائل الإعلام الأميركية فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما بالانتخابات الرئاسية الاميركية يكون اوباما قد دخل التاريخ كأول رئيس أميركي من أصل إفريقي أسود .
لكن في أمريكا لا فرق سواء كان الرئيس الأمريكي من الجمهوريين أو من الديمقراطيين فالوضع سيان كما انه لا فرق إذا كان الرئيس اسود أو ابيض أو احمر رجل أو امرأة لان الأمريكيين في هذا المجال شأنهم شأن الإسرائيليين، لا فرق بين سياسة الليكود وسياسة حزب العمل لانهما معاً يؤمنان بالقوة وحدها وسيلة وحيدة لحل مشاكل الأرض فكما يقال "ليس في القنافذ أملس".
ونحن وأمريكا وإسرائيل نعرف أن القوة لم تحل أزمة واحدة عبر التاريخ منذ الاسكندر حتى اليوم.
كنا نطمع بجرأة باراك اوباما وخصوصاً عندما قال انه يريد الجلوس مع قوى الشر كما يسميها بوش ( إيران ـ حماس ـ حزب الله .... وغيرهم ) بدون شروط مسبقة ولكن مع الأسف بعد فوزه على المرشحة كلينتون هرول إلى حفل منظمة ايباك الأمريكية ليلقي خطاباً فاق تأييد بوش لإسرائيل وذلك بتعهده أن تكون القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية وبعد يوم واحد عاد وتراجع عن تصريحاته حول القدس ولكن علينا أن نعلم بان أي شخص يريد أن يفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يجب أن يحصل أولاً وأخيراً على دعم جماعات الضغط اليهودية، ومن المؤسف أن هذه الأراضي الفلسطينية حتى إذا أدى ذلك إلى زج الشرق الأوسط كله في المجهول.
فالمنطق الأمريكي هو منطق بعيد عن الحق والحقيقة والقوانين الدولية إذ عندما يقول المرشح الأمريكي الأسود الإفريقي الأصل أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية فانه ينسف بذلك كل القرارات الدولية بما فيها القرارات التي وافقت عليها أمريكا فإذا كان منطق اوباما يعتمد فلسفة ما يسمى بالواقعية أو البرغمانية فان هذه البرغمانية لم تجلب للارادات الأمريكية ولأمريكا بالذات سوى الكراهية المعلنة أحياناً، والمختبئة أحياناً لدى الشعوب والأمم في كل أصقاع الكرة الأرضية. ولولا هذه السياسة الأمريكية المتعجرفة لكان العالم بألف خير.
إن علاقة أمريكا مع العرب هي علاقة مؤسفة وتقود إلى المزيد من الكراهية والحقد والانتقام إن لم يكن في الغد، فبعد غد،وذلك لسبب بسيط لا يجهله العرب ولا يغيب عن الخاطر الأمريكي.
فالعرب يعرفون معرفة دقيقة أن ما يهم أمريكا في الشرق الأوسط هو النفط وإسرائيل. وقد جعلوا الآن إسرائيل قبل النفط والناظر إلى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يرى أن أمريكا يجب أن تسحب النفط بملايين الأطنان لكنها تسحب في الوقت نفسه كل ذرة عطف أو محبة أو احترام لها في قلوب العرب.
لقد كان بامكان السيد اوباما أو كلينتون أو ماكين أن يحققوا السلام الشامل في الشرق الأوسط فوراً، إذا ليس عليهم إلا الطلب من إسرائيل الالتزام بالقرارات الدولية التي وقعت عليها أمريكا.
رؤساء أمريكا أو الطامحين إلى الرئاسة الأمريكية لا يفعلون ذلك ظنا منهم أن التخلف العربي لن ينتهي غداً ولا بعد غد وان هذا التخلف سوف يجعل من الممكن تسليط السيف الإسرائيلي فوق رؤوس العرب إلى أن تقوم الساعة، لكن من المؤسف أن القيادة الأمريكية لا تحسب حساباً لمصالحها إذا قامت الساعة فالمسألة مسألة وقت فقط.

لذلك على العرب أن يأخذوا الدرس من خطاب السيد اوباما المؤيد لإسرائيل، ويعلموا أن الأمريكي إذا كان ابيضاً أو اسوداً أو احمر فهو لن يكون كريماً مع قضيتنا ولكن سوف تنقلب هذه الأسطورة الأمريكية عندما نتحد ونكون أقوياء كما فعل من سبقونا، لان حجتنا أقوى بكثير من حيث التاريخ والعدد والمال، فهل يأتي هذا اليوم؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق