"قدبحثناعنالسعادةلكن ماعثرنا
بكوخها المسحور
أبدانسأل الليالي عنها وهي
سرّالدنيا ولغزالدهور" نازك الملائكة
مما لا شك فيه أن السعادة
هي الهدف والمبتغى و كل ما يطمح الإنسان إلى تحقيقه في الحياة والبحث عنه بشتى
الطرق، وإذا كانت الحياة مجرد رحلة قد تكون بالنسبة للبعض سعيدة، وللبعض الآخر تعيسة..
نختلف عن بعضنا البعض فيها ولكننا نشترك في كثير من الأشياء وربما أكثر مما نظن.
فنحن جميعاً نضحك، نتألم، نقترف أخطاءً ونحلم.
ولكن مفهوم السعادة يختلف من شخص إلى آخر حسب رؤيته للحياة وطريقة عيشه وتفكيره، فمن الممكن أن تكون السعادة في النجاح أو امتلاك الكثير من المال أو في العلاقات الاجتماعية الناجحة.. أومن خلال تحقيق أبسط الأشياء في حياتنا.
ولكن مفهوم السعادة يختلف من شخص إلى آخر حسب رؤيته للحياة وطريقة عيشه وتفكيره، فمن الممكن أن تكون السعادة في النجاح أو امتلاك الكثير من المال أو في العلاقات الاجتماعية الناجحة.. أومن خلال تحقيق أبسط الأشياء في حياتنا.
فما هو مفهوم السعادة؟
وكيف ينظر الإنسان إلى تجلياتها في حياته؟ وهل تعتبر السعادة هي الهدف الوحيد في
رحلة الحياة أم أنها أمر نسبي فقط؟
"عين
الإمارات" تجيب على هذه الأسئلة من خلال الاستطلاع التالي:
السعادة في رضى الوالدين
منصور الغساني/ إعلامي وفنان
السعادة بالنسبة لي مرتبطة برضى الله ومن تم رضى الوالدين، فبرضاهم
عني كل أمور الدنيا تتكلل بالنجاح، سواء على مستوى الحياة الخاصة أو الحياة
العملية، وبهذا تكون شخصا سعيدا في الحياة، ولن تجد صعوبات كبرى تعرقل مسيرة
نجاحك.
أما أولئك اللذين يربطون السعادة بكثرة المال مثلا، فأنا أعتبرهم مرضى
نفسيين، لأن هناك الكثيرين ممن منحتهم الحياة المال ولا يملكون ولو قدرا بسيطا من
السعادة الحقيقة، وقد يتظاهرون بها فقط.
وفي مجتمعنا دائما ما نربط بين محبة الناس ورضى الوالدين، وهذا ما
يجعلني لا أستطيع بدء يومي إلا بدعاء أمي "وأنا طالع الدوام" لأنني
أستبشر به ويفتح لي كل الطرق التي تؤدي إلى تحقيق أهدافي اليومية ولله الحمد.
الإيمان بالقدر ..مفتاح السعادة
د.جاسم احمد
إن الإنسان بطبعه متمسك بالحياة ويحبها كثيرا لكن تحقيقه للسعادة
يتطلب درجة عالية من الإيمان وإلا قد يعيش في تخبط، لا سيما إذا لم يصبر على كثرة
الابتلاءات والهموم ومشاكل الحياة، والتي تعتبر تطهيرا للنفس وزيادة في درجة الإيمان
بالقدر خيره وشره .ومن تم تحقيق السعادة .
السعادة بالتأكيد ليست في وفرة المال، ولا في سطوة الجاه، ولا في كثرة
الولد، ولا في نيل المنفعة، ولا في العلم المادي، مع أن الواقعية تقتضي أن لا ننكر
أن للجانب المادي نصيباً من السعادة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ
نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
"مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ
الْهَنِيءُ وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِع"
ومن خلال ما سبق يمكن القول إن السعادة الحقيقية لا تأتينا من الخارج،
بل تنبغ من الداخل، إذا أيقنت بهذه الحقيقة انقلبت حياتك رأساً على عقب، من قلق
إلى سكون، من شقاء إلى سعادة، ،فهي تنبع من إيمانك تنبع من استقامتك، تنبع من
اتصالك بالله، تنبع من تقربك إليه تنبع من وجدانك، تنبع من راحة ضميرك بالتعبير
الحديث.
البنون زينة الحياة ومنبع السعادة
لطيفة سمير/ ربة بيت
تختلف السعادة حسب مراحل العمر فبالنسبة لي أعيش منذ سنة وحيدة رفقة
أبنائي الأربعة بعد وفاة زوجي رحمه الله، فكرست كل جهدي وحياتي لتربيتهم تربية
حسنة، ويكفيني النظر إلى وجوههم كل صباح وأنا أودعهم وهم ذاهبون إلى العمل أو
المدرسة وأرى الابتسامة تعلو محياهم أشعر أنني في قمة السعادة، وتزداد فرحتي عندما
يثبتون لي أن جهدي وسهري معهم لم يذهب هباء بل تكلل بنجاحهم في الدراسة وفي العمل
وأصبحوا قادرين على الاعتماد على نفسهم، كما أن أبسط ردود الأفعال منهم تسعدني
كثيرا ..كأن يعجب أحدهم بأكلة أعددتها لهم أو ثياب اشتريتها لأحدهم...الحمد لله
أستمد قوتي وسعادتي من نجاحهم وسعادتهم ..إنها لحكمة إلاهية أن يجعل البنون منبع
لسعادة الانسان.
قل لي كم تملك...أقول لك أنت سعيد
سمية مازن/ موظفة
تعودت منذ طفولتي أن أحصل على كل ما أريده بواسطة المال ...أشتري ما
تشتهي نفسي من ثياب واكسسوارات ..وأذهب للأماكن التي تروقني دون أن أفكر في أن
المال سيمنعني من ذلك ..قمة السعادة أن تحقق كل ما تتمنى بواسطة المال...هناك من
لا يؤمن بهذا الرأي لكنني أثبتت لأصدقائي أن المال يجلب السعادة..وإلا لماذا تجد
الفقراء تعساء ويبكون حالهم ليل نهار.. لو كان لديهم المال ليحققوا مبتغاهم لن
يظلوا على هاته الحالة..كما أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز
"المال والبنون زينة الحياة الدنيا.."وحسب فهمي المتواضع للآية فالسبيل
إلى تحقيق السعادة في الحياة مرتبط بالمال والذرية..
الطفولة ...حلم بالسعادة لا ينتهي
أمال الهادي/ مدرسة روضة
من الخطأ أن يظن الأهل أنهم حين يوفرونلطفلهمكلمايتمناهمنألعابوثيابيكونطفلاًسعيدًافيماالحقيقةعكسذلك،فالطفلالمستهلكليسطفلاًسعيدًامنالمؤكدأنالطفلفيحاجةإلىأنتلبىرغباته،ولكنهذاليسموضوعالتربية،فالمتعةالفوريةليستلهاقيمةمقارنةبمايمكنالأهلتعليمهلطفلهم:
قبولذاته،قبولالآخرين،قبولالواقع.
الطفلالذييعرفنفسه،والقادرعلىأنيكونفيتواصلمعالآخرين،ويتآلفمعمتطلباتالحياةوتقلّباتها،ويعرفأنفيهاأموراًسيئةوليسفيإمكانهإزالتها.
هذاهوالطفلالسعيد.
ويرى الأخصائيون أنكلمةأحبكوحدهالاتكفيبلهناكطرقتربويةتعززهذاالشعورعندالطفلالذييقلدوالديهفيكلشيء.
وهذا يظهر لنا جليا من خلال احتكاكنا المباشر واليومي بالطفل، فهو بمثابة انعكاس
للحالة التي يعيشها داخل الأسرة، لكن يمكن اعتبار مرحلة الطفولة من أكثر المراحل
التي تتجلى فيها سعادة الإنسان بأشكال مختلفة تماما عن الكبار.. وهذا ما يجعنا
دائما نبتسم حين نرى الأطفال فرحين ونقول إنها الطفولة التي لا ينتهي فيها حلم
السعادة.
السعادة والتعاسة .. صراع سيكولوجي
د. عابد محمد / أخصائيعلم النفس
في علم النفس يتم تعريف السعادة من ناحيتين، انفعالية ومعرفية، فمنالناحيةالانفعالية
.. السعادةهيالشعورباعتدالالمزاج .. ومنالناحيةالمعرفيةالتأملية .. السعادةهيالشعوربالرضاوالإشباع،وطمأنينةالنفس،وتحقيقالذات،والشعوربالبهجةواللذةوالاستمتاع
..إذافهناكعاملمشتركبينالناحيتين .. وهو : الشعوربالرضاالشامل .. والذيمنالممكنتقسيمهإلىالرضاعنجوانبمعينة
..مثل : العمل،الزواج،الصحة،القدراتالذاتية،وتحقيقالذات.والملاحظةالمهمةهناهيأنالسعادةليستنقيضةللتعاسة،
بلهمابعدينمستقلينعنبعضهمااستقلالاتاما، وإنكانالمرءلايمكنأنيشعربالسعادةوالتعاسةفيآنواحد
.. وتأكدأيضاأنالأفرادالذينيشعرونبشدةالسعادة .. همأنفسهمالذينيعيشونالتعاسةبشدةأيضا.
قوة الإرادة.. أول خطوة في طريق السعادة
د. خليفة المحرزي/ مستشار أسري
من المؤكد أن هناك الكثيرينمنالناسليسواسعداءبحياتهم،فالعملالذييقومونبهلايرضيهم،ولديهممشاكلمعشريكالحياة،ولميعديعجبهممكانسكنهم..
لكنهمبدلامنأنيقدمواعلىتركالعملالذييشعرهمبالتعاسةوالبحثعنآخر،أومواجهةشريكحياتهم،أوتغييرسكنهم،فإنهميعمدونإلىالشكوىمنسوءحظهمومصيرهمالذينهمفيالحقيقةضحيةلهبسببعدمامتلاكهمالمقدرةعلىالتحرك.
وإذا أخذنا على سبيل المثال العلاقة الزوجية،
فاحتمالاتنجاحها وكونهامصدراًللدفءوالأمنوالأمانيعتمدعلىمدىاختلافمفهومالسعادةوالتعاسةالزوجيةمنأزواجإلىأزواجآخرين.
فبعضالزيجاتبدلاًمنأنتبدأبالأمانيوتصبحمصدراًللهناء،تتحولحياتهاإلىمصدرللشقاءوالتعاسة.
وذلكلأنمفهومالسعادةوالتعاسةتحولمنالسكنوالمودةوالهدوءالأسريإلىالطابعالماديومدىرضاالزوجينعنوضعهماالماليوالرضاهناليسبمعنىالقناعةوالرضابالقليلوإنمانوعمنالرضاغيرمتحققلأنليسلهسقفمحدود،وهلهذاالوضعيكفللهماالظهوربمظهرالغنىأمامالناسأملا.
تتعددالتعريفات وتباينت الآراء حول مفهوم
السعادة ومازال الجميع يبحثون عنها ولكن يبقي تعريف السعادة الذي لن يختلف عليه أحد
هو ما ذكره الكاتب الكبير أنيس منصور بأننا نقرأ السعادة في وجه كل من يعمل بإخلاص.