تحقيق:فوزية عزاب
نشر في: "مجلة عين الإمارات"
مع حلول فصل الشتاء واعتدال درجة
الحرارة يفضل العديد الخروج من منازلهم، قاصدين الصحارى والجبال والمناطق البرية للاستتمتاع
في قضاء أوقات من الاستجمام والاسترخاء في أجواء مفعمة بالطمأنينة والراحة، حيث أمنت
الجهات المعنية في مختلف إمارات الدولة مناطق للتخييم، سعياً منها لخلق جو من الهدوء
وتوفير وسائل الأمان كاملة للعائلات.
إلا أن تزايد الإقبال على المخيمات الشتوية
والسفاري خلال هذه الفترة يزيد من الطلب على توفير العديد من وسائل الراحة
والترفيه والأمان للزوار تشجيعا للسياحة الداخلية وتخصيص مساحات كافية وبنيات
تحتية تحسبا للتقلبات المناخية المفاجأة
والحوادث الطارئة كما حصل مؤخرا بوادي شوكة، الذي
يبعد 90 كيلومتراً عن مدينة رأس الخيمة، وهومنطقة سياحية، ويشهد كثافة في أعداد الزوارفي
فصل الشتاء حيث، تعرضت الطفلة
غلا جمعة الشامسي لسحب قوي من التيارات المائية أسفل بركة "المغرقة" فور
سقوطها ، وعدم قدرتها على إنقاذ نفسها أو الطفو على سطح الماء، الأمر الذي أدى إلى
وفاتها غرقاً.
المخيمات الشتوية..متنفس مشروط
يقول جاسم المزروعي "أنا من محبي التخييم في منطقة العقة التي تعتبر
مركز التخييم في الساحل الشرقي، وهي تشهد إقبالًا كبيراً خلال فصل الشتاء، وقد حرصت
على حجز قطعة أرض من البلدية وقمت بنصب خيمة كبيرة لي وللأسرة، وبرأيي أن إشراف البلدية
على هذه الأماكن هو أمر صحي وينصب في مصلحة الجميع، لأن في السابق كانت هناك نزاعات
على أماكن التخييم بين السياح، إضافة إلى انتهاك البعض وخصوصا المراهقين لخصوصية الآخرين
عبر الاستخدام الخاطئ للدراجات والألعاب النارية وغيرها من السلوك الخاطئ".
ويضيف عبد الله سالم: "مع بدء موسم الشتاء يقضي عدد من الأسر والأهالي
معظم أوقاتها خارج المنزل وبالتحديد في الأماكن المكشوفة التي أصبحت عادة سنوية يحرص
على الاستمتاع بها بعض الشباب والأسر بهدف قضاء جلسات السمر وإشعال النار فوق التلال
الرملية بصحبة أفراد الأسرة والأصدقاء إلا أن الأمر لايخلو من خطورة خاصة حين
يبالغ بعض الأشخاص في استخدام النيران التي قد تشكل خطرا على باقي الزوار في حالة
حدوث حرائق لاقدر الله كما أن التساقطات المطرية القوية التي تحدث بشكل مفاجئ
تجعلنا نشدد على تكاتف الجهود مع الدفاع المدني لحماية وسلامة الجميع".
الكرفانات.. غياب لبعض الخدمات
من جهته يطالب أحمد علي وهو يمتلك كرفانا بتخصيص مناطق أو مساحات لوقوف المقطورات في مواقع
التخييم، حيث أن بداية فصل الشتاء من كل عام تشهد كثافة في عدد المخيمين، وتزايداً
في عدد الكرفانات والمقطورات المتجهة إلى البر. مما يتطلب ضرورة توفير الخدمات الأساسية
في المناطق التي ستخصص للمقطورات، وتحديداً الماء والكهرباء، إضافة إلى تمديد قنوات
لتصريف مياه الصرف الصحي، مؤكدا أن تخصيص مساحات لمقطورات المخيمين سيحول دون الوقوف
عشوائيا،وحدد أحمد الخدمات التي يحتاجون إليها للتخييم على الشواطئ وفي البر، وأبرزها
وضع شروط واضحة ودقيقة للتخييم، وإجراء زيارات دورية من الجهات المعنية لضبط المخالفين،
مؤكداً أن تخصيص أماكن للتخييم سيوفر الراحة ويضمن لهم الاستمتاع.
دبي ..مشاريع
قيد الإنجاز
قال مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر
لوتاه إن العدد الإجمالي للمخيمات
الشتوية في الموقع الجديد الذي تم افتتاحه العام الجاري قد بلغ حتى اليوم 180 مخيماً،
ومن المتوقع أن يشهد هذا العدد تزايداً خلال الأسابيع المقبلة، علماً أن الطاقة الاستيعابية
لمساحة المخيم البالغة 400 ألف متر مربع تبلغ حالياً حوالي 250 مخيماً بأحجام مختلفة..
وبَيَّن أن تغيير
موقع المخيم قد ساهم في إخفاء مختلف تلك المظاهر، خصوصاً أن التصميم يتضمن منصة خاصة
لهواة الدراجات النارية تعمل هيئة الطرق والمواصلات على إنجازها، الا أنه لم يتم افتتاحها
بعد. وأكد لوتاه أن هناك 25 مفتشاً يشرفون بشكل يومي على المخيمات، 5 منهم يتبعون
لإدارة المباني، إضافة إلى 20 مفتشاً وعاملاً من إدارتي الصحة والنفايات. ويستمر عمل
المفتشين من الثامنة والنصف صباحاً حتى الساعة السابعة والنصف مساءً، ويركز مفتشو
المباني في وردياتهم على التزام المخيمات بالاشتراطات البنائية، والتأكد من نظافة
الأماكن المحيطة بالمخيمات، وعدم الإضرار بالبيئة الصحراوية.
أما عن مشروع سفاري دبي، الذي تنشئه البلدية في منطقة الورقاء الخامسة،
فقد تم الانتهاء من تنفيذ الوادي بمساحة 7.5 هكتارات، التي تشمل شلالاً ومجرى مائياً
وبحيرة للأسماك تعمل بالطاقة الشمسية، مع إنشاء جسور خشبية تربط بين جانبي الوادي..
أما فيما يخص
الكرفانات، أكد
مدير عام بلدية دبي، إجراء دراسة لتخصيص مواقع مناسبة لتمركز الكرفانات، تتوافر فيها
الخدمات الأساسية اللازمة، ما يضمن الراحة لأصحابها، لافتاً إلى أن البلدية تعمل حالياً
على تخصيص "نقطة" للكرفانات في منطقة غنتوت بجبل علي، كما تسعى للحصول على
موافقات من الجهات المعنية في الإمارة تمهيداً لتحديد نقاط مناسبة للمقطورات، مؤكداً
أن الدراسة ستنتهي قريباً وتشمل الشواطئ والأماكن السياحية.
دبا الفجيرة..تشجيع المخيمات الشتوية
المهندس حسن اليملحي مدير عام بلدية دبا الفجيرة:
تم عمل خطة توزيع المخيمات في منطقة الفقيت وتحديد المخيمات بمساحات محددة
و بأماكن مناسبة و توفير الأماكن لأصحاب الرخص التجارية لممارسة أنشطتهم في المنطقة
لفترة محددة ،.تعمل بلدية دبا الفجيرة متمثلة في إدارتي الشؤون الهندسية و الأراضي
و إدارة الخدمات العامة و البيئة بتسهيل الحصول على التصاريح اللازمة،و بخصوص البنية
التحتية وجهت حكومة الفجيرة أن يتم الاهتمام بالبنية التحتية وحاليا يتم إنشاء دورات
مياه مخصصه للرجال و النساء في موقعين منفصلين في المنطقة لتغطية احتياجات المنطقة.
وقامت البلدية بتخطيط المنطقة بالكامل وتقسيمها وطرحها على المواطنين لعمل
خيم عليها والتمتع بالأجواء الرائعة في موسم
الشتاء من خلال تخصيص المخيمات للعائلات وتنظيمها من حيث الطرق والممرات واحترام الخصوصية
وبعيدا عن الإزعاج..
وتم وضع لوحات إرشادية بعدم رمي المخلفات للمحافظة على المنظر العام للمنطقة
وعمل لوحات لعدم التخييم علي البحر ليتسنى للجميع
الاستمتاع بالمناظر الطبيعية،والقيام بحملات نظافة بشكل دوري ومستمر لإزالة
المخلفات الموجودة وقت التخييم،والمتابعة المستمرة من قبل مفتشي البلدية على المخيمات
والمحلات المؤقتة التي تقوم ببيع المواد الغذائية للمقيمين في المخيمات،وأيضا متابعة
الشكاوى الواردة من قبل المقيمين في المخيمات وإيجاد حلول مناسبة.
وبخصوص نظافة مناطق التخييم، فتتمثل أغلب المخالفات في الجانب الصحي والبيئي
لذا قامت البلدية بوضع 88 حاوية في منطقة التخييم بالفقيت، ويتم عمل حملات توعوية ورقابية
على المنطقة وتوزيع بروشورات وتعليمات وإرشادات تخص التخييم، إلى جانب اللوحات الارشادية
الثابتة بالموقع، والتنبيه على الزائرين والسائحين في حال عدم الالتزام سيتم فرض غرامات
على المخالفين قد تصل إلى سحب تصريح التخييم وحجز مبلغ التأمين.
رأس الخيمة ..وتعزيز البنيات التحتية
تسببت الأمطار
الغزيرة التي سقطت أكتوبر الماضي على المناطق الجنوبية في رأس الخيمة في انهيار طريقين،
وقال أحمد الشحي مدير إدارة الخدمات العامة في دائرة الأشغال العامة برأس الخيمة، "حدث انهيار
في شارع وادي بقرة نتيجة ارتفاع مياه الوادي وجريانه بقوة، وتم إغلاقه أمام حركة المركبات،
فيما تسببت الأمطار أيضاً في إغلاق شارع وادي اصفني، نتيجة تراكم الصخور والأتربة التي
جرفتها مياه الوادي، كما تم غلق شارع اصفني نتيجة فيضان الوديان.
وأضاف أحمد الشحي،
أن فيضان وادي شوكة أدى إلى انهيار طريق فلي في المنطقة، وتضرر الطريق بشكل كبير،
وتم إغلاق الطريق أمام المركبات في الاتجاهين، لتفادي حدوث انهيارات أخرى في المكان
نفسه، مشيراً إلى أن جريان المياه بقوة تسبب في انهيار شارع وادي بقرة، كما جرفت الأمطار
الصخور من المناطق الجبلية في وادي اصفني إلى الطريق، ما أدى إلى غلقه.
وأشار إلى أن دائرة
الأشغال العامة استنفرت جميع عمالها وآلياتها، وأرسلت الجرافات والآليات إلى جميع
المناطق الجنوبية المتضررة، وتمت إزالة الصخور التي جرفتها المياه، وجارٍ إصلاح الطرقات
المتضررة وإعادة حركة السير والمرور.
وأضاف أنه تم شفط
مياه الأمطار التي تجمعت في الطرقات العامة في المناطق الجنوبية، ومنها طريق شارع
وادي اصفني، لافتاً إلى أن الدائرة تتابع عن كثب جميع البلاغات التي قد تصل بسبب سقوط
الأمطار الغزيرة، وتضرر الطرقات العامة.
التخييم وشروط السلامة ..
أكد اللواء
جاسم محمد المرزوقي قائد عام الدفاع المدني بوزارة الداخلية لـ"عين الإمارات" أن الدفاع المدني
قبل دخول فصل الشتاء وأثنائه يقوم بتنفيذ حزمة من الإجراءات والتدابير الوقائية ضمن
خطتها السنوية المنبثقة من إستراتيجية وزارة الداخلية التي أرساها الفريق سمو الشيخ
سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، والتي تهدف إلى نشر ثقافة
الوقاية والسلامة بين أفراد المجتمع، تتمثل في تكليف كافة إدارات الدفاع المدني على
مستوى الدولة لتفعيل خطة الدفاع المدني الخاصة بفصل الشتاء من خلال رفع نسبة الجاهزية
لمواجهة الآثار التي قد تنجم عن الأحوال الجوية غير الاعتيادية التي قد تسود على فترات
ولأيام أثناء موسم الشتاء ، إلى جانب بث نشرات توعية في كافة وسائل الأعلام ، وعلى
مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بالقيادة العامة للدفاع المدني توضح لأفراد المجتمع
الإجراءات الواجب اتخاذها خلال فصل الشتاء بما يضمن لهم الحفاظ على سلامتهم وممتلكاتهم.
ضوايط التخييم
وأضاف اللواء جاسم
المرزوقي أن قيادة الدفاع المدني قامت بوضع ضوابط التخييم خلال فصل الشتاء حرصاً على
سلامة الجمهور وتلافياً لأي حوادث قد تحدث نتيجة الإهمال أو عدم الوعي لدى البعض ،
وأطلقت القيادة بهذا الخصوص حملات توعية وقائية من خلال إداراتها على مستوى الدولة
تتضمن تقييم مستوى السلامة في كل مخيم وإزالة المخالفات التي تهدد السلامة فيه، وتوزيع
المطبوعات الارشادية وصناديق الاسعافات الأولية والمطفآت اليدوية والتدريب على كيفية
استخدامها، وكذلك منع استعمال الخيام للتخزين،
وعدم استعمال أية معدات منتجة للحرارة مثل الأفران والسخانات ومواقد الطهو داخل الخيام،
وأن يكون التكييف الداخلي إن وجد بوضع وحدة معالجة الهواء خارج الخيمة .
ودعا اللواء المرزوقي
أفراد المجتمع بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لتلافي المخاطر التي قد تحدث مع
دخول فصل الشتاء ، وأثناء التخييم ، والالتزام بشروط ومعايير السلامة العامة، والاستفادة
من نصائح وإرشادات الدفاع المدني بهذا الشأن، لتجنب وقوع الحوادث بكافة أشكالها، حفاظاً
على السلامة العامة التي تعمل وزارة الداخلية على تعزيزها لدى الأفراد والمؤسسات ،
متمنياً أن يكون فصل الشتاء لهذا العام موسم خير نافعاً للبلاد خالياً من الحوادث.
وعن شروط الوقاية
و السلامة في الخيام يضيف اللواء جاسم المرزوقي :
. لا يجوز استعمال
الخيام للتخزين
. لا يجوز استعمال
اية معدات منتجة للحرارة مثل الافران والسخانات ومواقد الطهو بداخل الخيام
. يجب أن تكون المصابيح
الكهربائية الخاصة بالإنارة الداخلية بعيدة عن قماش الخيمة بما لا يقل 50 سم
. يجب أن تكون التمديدات
الكهربائية داخل مواسير حماية بالإضافة الي توفير قاطع كهربائي تلقائي مع مراعاة توزيع
الأحمال الكهربائية على القواطع التلقائية
. يجب أن تكون الديكورات
الداخلية وأقمشة الزينة معالجة بمواد مبطئة لانتشار اللهب
. يجب توفير مطفأة
حريق يدوية
. يجب توفير مسافة
فاصلة بين الخيام لا تقل عن 4 متر
. يجب المحافظة على
مساحة خالية بين المخلفات والحشائش والمواد القابلة للاشتعال على مدى 3 متر على الأقل
حول جميع الجهات المحيطة للخيمة
. تكون الخيم المستخدمة
مصنعة من اقمشة مقاومة للحريق
. تنصب الخيام المتجاورة
بحيث يراعى توفير مساحة إخلاء كافية لاستيعاب شاغلي الخيم