حوار: فوزية عزاب
افتتح مؤخرا بمستشفى "توام" بمدينة العين مركزا جديدا للإخصاب يشرع في الاستفادة منه قبل نهاية العام الجاري، سيضم تقنيات متطورة وممارسات طبية عالية تضاهي تلك المتبعة في أوروبا من حيث الجودة واتباع أحدث طرق العلاج، كما سيوفر الإحصائيات الدقيقة في هذا المجال والدراسات الطبية المطلوبة، "عين الإمارات" تقرب القارئ من أهم الانجازات الطبية التي حققها هذا المركز في حوار مع الدكتورة فتحية محمد شريف استشاري الطب التناسلي.
لماذا تم التفكير في خلق مركز جديد للإخصاب في مستشفى "توام" خاصة وأنه يتوفر على مركز مماثل منذ عدة سنوات؟
منذ افتتاح مركز الإخصاب بمستشفى "توام" مايو عام 1990، سجلنا تزايدا في عدد المرضى باعتبار أن "توام" يعد من أهم المستشفيات التي توفر خدمة مجانية للمواطنين في مراكز الإخصاب على صعيد الدولة ،الأمر الذي جعلنا نركز على استقطاب عدد متزايد من المواطنين للاستفادة من خدمات المركز فيما يخص العقم والأمراض الوراثية. فكلما تطور المركز كلما كانت النتيجة جد إيجابية.
وعلى صعيد آخر نعرف أن المجتمع الإماراتي نسبة زواج الأقارب فيه مرتفعة مما يعرض المواطنين إلى بعض الأمراض الوراثية الناتجة عن هذه الزيجات والتي قد تجعل الأسرة ترزق بمولود معاق، فحتى نتجنب مثل هذه المشاكل التي تعد مكلفة ماديا ومعنويا للأسرة الإماراتية ، فكرنا في العمل على تطوير المركز بحيث يتم دراسة الجينات الوراثية تفاديا لحالات الإعاقة. ما يساهم في إمكانية طرح أفضل طرق العلاج وبالتالي الوصول إلى حلول لمشكلة العقم وتأخر الحمل.
ماهي أهم الانجازات التي حققها المركز منذ إحداثه سنة 1990؟
قلت أن سنة بعد سنة نتائج المركز تتحسن وعدد حالات العلاج تتزايد، حيث شهد منذ افتتاحه عام 1990 ولادة أكثر من ألف طفل أنابيب. وقد وفر علاجات العقم والإخصاب، وقدم الأجيال الجديدة من أدوية لعلاج العقم، كما سيوفر على الكثيرين تكلفة العلاج خارج الدولة لأن إمكانياته لا تقل عن أي مركز عالمي في أوروبا أو الولايات المتحدة، ومن بين الأسباب التي ساهمت في هذا النجاح، عملية التنافس بين المراكز الموجودة بالدولة والتي لم تمنع مركز "توام"، من التميز فسنويا أصبحنا نعالج أزيد من 700 مريض.
ماهي أهم التقنيات التي ستساهم في تطوير العمل على مستوى العمليات المتعلقة بالإخصاب؟
أول التقنيات المتبعة في وحدة العلاج هي التواصل مع المريض، مما يمكننا من توجيه المرض إلى سبب العقم كما نعتمد على عملية الفحوصات الأولية نظرا لأهميتها في تشخيص أسباب المرض، تم نشرح لهم معنى اللجوء إلى إطفال الأنابيب، ومن تم يتم التعامل مع كل حالة على حدى.
أما على صعيد الأجهزة المستعملة، فسيضم المركز تقنيات متطورة وممارسات طبية عالية تضاهي تلك المتبعة في أوروبا من حيث الجودة واتباع أحدث طرق العلاج، كما سيوفر الإحصائيات الدقيقة في هذا المجال والدراسات الطبية المطلوبة، خاصة ونحن نتوفر حاليا على فريق طبي يضم أطباء اختصاصيين في مجال الإخصاب ومعالجة العقم والمجالات الطبية الأخرى.
كما سيضم مركز الإخصاب مختبرا طبيا متطورا وفق أعلى المعايير العالمية، بهدف فسح المجال للبحوث والدراسات العلمية المتخصصة، يمكن من خلالها معرفة أسباب زيادة نسبة العقم وحالات الإعاقة.
وأود أن أشير إلى أنه تم تزويد مركز الإخصاب بجهاز حديث خاص بالمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، تمكن من جلب الحيوانات المنوية دون اللجوء إلى جراحة.
كيف تنظرون إلى مجال الإخصاب والعمليات المتعلقة به على مستوى دولة الإمارات؟
تتوفر الإمارات على مراكز متعددة موزعة على الإمارات السبع، تعمل في إطار تنافسي لخدمة المريض وتجهيزها بكافة الوسائل والآليات الحديثة لضمان نتائج ناجعة، كما لا ننسى أن المواطن نفسه بات يعي بأهمية هذه المراكز في المجتمع، فمن لم يخبره صديق أو أحد الأقرباء عنها نجد الإنترنت قام بالدور المناسب للتوعية بأهميتها، وهذا أمر جيد إلا أن أهمية التواصل في هذا المجال تبقى أسهل طريقة للوصول إلى المبتغى، كما لا ننسى متابعة المركز للمريض، فالمرأة الحامل عن طريق طفل أنابيب يجب أن تتم متابعتها بشكل دقيق إلى بعد الولادة، حتى نسجل عدد المواليد، فهذه المتابعة الدقيقة تجعل أي مركز في غنى عن الوقوع في مشاكل كامتناع المريض عن متابعة العلاج مثلا، إلا أن ذلك يكون نادرا في أغلب المراكز.